صحة

بعد انتشارها فى الأسواق.. تعرف على خطورة المشروبات الغازية المهدئة للأعصاب

مشروبات مهدئة للاعصاب

 

بعد انتشار المشروبات المحفزة للطاقة والمنشطة للجسم ظهرت فى الأسواق العربية موجة جديدة من المشروبات، ولكن هذه المرة مشروبات مهدئة للأعصاب على عكس المشروبات المنشطة، ومع انتشار هذه المشروبات ظهر العديد من الأسئلة حول أمانها ومنافعها وأضرارها. ويقدم الدكتور خالد مصيلحى أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية مخاطر هذه المشروبات.

أكد الدكتور خالد مصيلحى أن هذه المشروبات المهدئة قد تحتوى – كما هو معلن عن هذه المنتجات – على بعض المستخلصات الطبيعية، أو بعض المكونات التى تلعب دورا مهما فى تهدئة الجهاز العصبى، وكما يعلنون تحسين الحالة المزاجية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر الشاى الأخضر الذى يحتوى على L-theanine وهو حمض أمينى له علاقة بتحسين الحالة المزاجية، ويرسل موجات مهدئة للمخ، كما أن بعض المنتجات تحتوى على GABA وهو من الموصلات العصبية التى تتحكم فى حالات العصبية والاكتئاب، وبعض المنتجات تحتوى على منتجات محفزة لإفراز هرمون السيراتونين مثل الميلاتونين والتريبتوفين، وهو معروف عنه أنه الهرمون المسئول عن السعادة، ويرسل الإشارات اللازمة للاستغراق فى النوم، كما أن بعض المنتجات قد تحتوى على مستخلصات لبعض النباتات التى أثبتت الأبحاث قدرتها على تحفيز النوم وتهدئة الأعصاب مثل نباتات ( (Kava kava – Chamomile –valerian – passion flower – lavender.

وأشار الدكتور خالد مصيلحى إلى أن التعامل مع هذه المنتجات يجب أن يكون بناء على عدة نقاط لابد أن نضعها أمامنا قبل استخدامها، ويجب أن نكون على دراية كاملة بها:

أولا: هذه المنتجات تعتبر من المنتجات التى تحدث تغييرات فسيولوجية فى الجسم كالأدوية، ولكنها لا تخضع لرقابة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية “FDA”، لأنها لا يتم ترخيصها تحت مسمى دواء، فلا يوجد رقابة عليها من هذه المنظمة، وعليه لا يوجد تحديد دقيق لتركيزات المكونات الفعالة التى تحدث تأثيرا على جهاز العصبى، وقد تختلف تركيزات المواد الفعالة من تشغيلة لأخرى، نظرا لعدم ثبات المكونات الطبيعية.

ثانيا: بعض المكونات الفعالة قد تتأثر بوجودها فى وسط مائى مثل هرمون الميلاتونين الذى يتحلل خلال شهر فى أى وسط مائى، وقد تتحلل المواد الفعالة، وتتحول لمواد أخرى لأنه لا يوجد رقابة على ثبات هذه المواد بعد طرحها فى الأسواق.

ثالثا: نظرا لأن هذه المنتجات لا تتعامل معاملة الدواء فلا يوجد أى تحذيرات من تفاعل مكوناتها مع الأدوية، أو الآثار الجانبية المحتملة لها، فعلى سبيل المثال نبات ال” kava kava” له تأثيرات ضارة جدا على الكبد فى الجرعات الكبيرة، لذلك فهى محظورة على كل مرضى الكبد، كما أن نبات الكاموميل chamomile فى جرعات كبيرة قد يتفاعل مع بعض الأدوية المضادة للتجلط، وقد يسبب النزيف وغيرها من التفاعلات التى قد تحدث لو تناولها الشخص بكميات كبيرة من هذه المشروبات، وهذا وارد جدا فى ظل التعامل معها كأنها مشروب عادى والبعض يتناولها بدلا للمياه لروى الظمأ.

رابعا: هذه المنتجات تباع فى الثلاجات بالسوبر ماركت فى وسط المشروبات الغازية العادية والشيكولاتة والآيس كريم، فهى قريبة جدا من متناول الأطفال، وقد تسبب لهم مشاكل صحية، نظرا لأن جرعات المواد الفعالة قد لا تتناسب مع طبيعة جسم الأطفال، خاصة فى ظل طعمها المميز الذى يستهوى معظم الأطفال قد تجعلهم يتناولون أكثر من علبه، مما يؤثر بالسلب على الكبد والكلى، وقد تسبب لهم نوعا من أنواع التعود عليها، وقد تكون سببا فى عصبيتهم ولا يهدأون إلا بعد تناولها.

خامسا: ونظرا لطبيعة شكل المنتج أنه مجرد مشروب غازى لن يفكر أى شخص طلب المشورة الطبية قبل تناوله، وهل هو مناسب لحالته الصحية والأدوية التى يتناولها أم لا وهنا منشأ الخطورة.

سادسا: لا توجد دراسات كافية على مدى تأثير هذه المنتجات على الحوامل والرضع، وهل هى آمنة أم لا، وهل يتم إفرازها فى لبن الأم وتصل للرضيع أم لا، ولو وصلت هل لها تأثير سلبى عليه.

سابعا: هل هذه المنتجات لها تأثير على القيادة والتركيز والرؤية فى ظل طبيعة عملها على الجهاز العصبى، وهل لها تأثيرات على العلاقات الزوجية وقوة الانتصاب.

وأكد أن خطورة هذه المنتجات ليس فى المنتج نفسه، ولكن فى طريقة تعامل المستهلك والجهات الرقابية مع المنتج كأنه مشروب غازى عادى، ولكن بقواعد العلم أى منتج يحدث تأثيرا فسيولوجيا بالجسم، لابد أن يعامل معاملة الدواء، ويجب التحذير من الإفراط فى تناوله وتحديد الجرعة الآمنة منه، ومدى أمانة أو خطورته على الأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، ومدى تفاعله مع الأدوية الأخرى.

وأشار إلى أنه من الضرورى معرفة الآثار الجانبية المحتملة، ولابد من تحديد كميات المواد الفعالة تحديدا دقيقا، وعدم إخفاء أى مكون وتجاهل ذكره على المنتج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً