صحة

ثلاثة أطباء… يخجل المريض من زيارتهم

ثلاثة أطباء... يخجل المريض من زيارتهم

خشى معظم الناس الأسئلة والشائعات التي قد تلاحقهم إذا عرف الناس بزيارتهم أطباء بتخصصات بعينها، فهم لا يخشون المرض قدر خشيتهم من الناس ونظراتهم. فيؤخرون زيارتهم، وحين يشتد المرض يلجؤون إليهم سرا، معتقدين أنه إذا انتشر خبر تلك الزيارة، فإن حياتهم لن تعود إلى سابق عهدها.

1. طبيب الأمراض النفسية والعصبية:
هناك اعتقاد سائد بأن من يعاني من مرض نفسي، فهو بالضرورة يعاني خللا في قواه العقلية، الأمر الذي يدفع بالكثيرين إلى إخفاء زيارة طبيب الأمراض النفسية، خوفا من الوصمة التي قد تلاحقهم وتتهمهم بالجنون.

ورغم أن الوضع هذه الأيام اختلف عن الماضي، وأصبح المجتمع أكثر إدراكا ووعيا بأهمية الطبيب النفسي، وزال كثير من الأوهام حول طبيعة المرض النفسي، إلا أن البعض لا يزال يزور طبيبه النفسي في تكتم تام.

2. طبيب أمراض بولية وتناسلية:
يخلط الكثيرون بين الذكورة والرجولة، وهو ما يدفع الرجل الذي يعاني خطباً ما في هرموناته أو أعضائه التناسلية إلى تأخير زيارة الطبيب المختص، وإذا اشتد المرض عليه، يذهب إليه سرا، مخفياً الأمر عمن حوله، خوفا من إلصاق وصمة به تهدد رجولته.

3. طبيب الأمراض الجلدية:
يخشى عدد كبير أن يعرف أحد بزيارتهم طبيب الأمراض الجلدية، نظرا لحساسية المرض والتخصص، باعتبار أن كثيراً من الأمراض الجلدية معدية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تجنب المريض، أو التعامل معه بقدر من التأفف والريبة.

• رأي اختصاصي:
يؤكد أستاذ الطب النفسي، الدكتور أحمد عبدالله، أن الوضع تغير كثيرا عن الماضي بالنسبة إلى طبيب الأمراض النفسية، ويقول: “كان في الماضي ينظر إلى المرض النفسي باعتباره وصمة لا يستطيع المريض تحملها، لكن الأمر تغير اليوم كثيرا وأصبح هناك وعي أكثر في المجتمع، وأن المريض النفسي ليس شخصاً مجنوناً، خاصة بعد عمل منظمة الصحة العالمية على مدى 10 سنوات لتغيير الصورة القديمة عن المرض النفسي”.

ويشير إلى أن إخفاء أمر زيارة الطبيب النفسي أصبح أقل، لكن لم يختف تماما، موضحا: “مازال هناك بعض الأفراد يشعرون بالحرج، ولا يعلنون عن زيارتهم الطبيب النفسي خوفا من نظرة الناس إليهم”.

ويوضح عبد الله أن هناك بعض التخصصات الطبية الأخرى، التي يتعامل معها المريض بتكتم بالغ اليوم أكثر من الطب النفسي، قائلا “مسألة الذهاب سرا إلى طبيب بعينه واردة أكثر في أمراض الذكورة مثلا، لأن المجتمع لديه لبس ما بين الذكورة والرجولة، ولديه خلط ما بين الهرمونات والأعضاء التي تمرض وبين هوية الشخص”.

ويتابع قائلاً: “في المجتمع الشرقي، يخشى الرجل من أي شيء يهدد رجولته ولو كان خطأ، طالما أن المجتمع يخلط بين العضوي والنفسي، يخشى المريض التعامل مع الجانب العضوي حتى لا تهتز صورته كرجل”.

ويضيف: “الأمر نفسه في الأمراض الجلدية والتناسلية، يخشى المريض من الازدراء إذا عرف أنه يذهب إلى طبيب متخصص في تلك الأمراض، نظرا لطبيعة المرض الذي قد ينتقل بالملامسة، فيذهب المريض إلى طبيبه في الخفاء من دون أن يعلم أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً