صحة

لقاحات شائعة يمكن أن تساعد في الوقاية من الخرف

 

تُظهر الأبحاث التي تُجرى حول العالم بشكل متزايد أن بعض اللقاحات الشائعة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الحد من خطر الإصابة بالخرف.

ويقول بول هاريسون، أستاذ الطب النفسي بجامعة أكسفورد، والذي أجرى دراسات متكررة حول هذا الموضوع في السنوات الأخيرة لصحيفة «التلغراف» البريطانية: «إن البيانات التي تشير إلى وجود صلة بين بعض اللقاحات وانخفاض خطر الإصابة بالخرف أصبحت الآن قوية للغاية. ويرجع ذلك لتأثير هذه اللقاحات على تقليل الالتهابات بالجسم وزيادة المناعة».

فما هي اللقاحات التي قد تساعد في الوقاية من الخرف؟

لقاح الإنفلونزا

تشير الأدلة إلى أن لقاح الإنفلونزا لا يحميك أنت ومن حولك من دخول المستشفى فحسب، بل قد يقلل أيضاً من خطر إصابتك بالخرف.

ووجدت دراسة أجريت قبل 3 سنوات، واستخدمت السجلات الصحية الإلكترونية لعشرات الآلاف من الأميركيين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، أن أولئك الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا مرة واحدة على الأقل خلال أربع سنوات كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 40 في المائة.

وخلصت دراسة أخرى إلى أن تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي لمدة ثلاث سنوات متتالية يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20 في المائة خلال السنوات الأربع إلى الثماني التالية، بينما يقلل تلقي جرعتين سنوياً من خطر الإصابة بنسبة 40 في المائة.

لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)

الفيروس المخلوي التنفسي هو السبب وراء معظم حالات السعال ونزلات البرد، وقد يُسبب مشاكل تنفسية خطيرة للأطفال وكبار السن مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات.

وفي يونيو (حزيران) من هذا العام، أثبتت جامعة أكسفورد أن لقاح أريكسفي، وهو لقاح مضاد للفيروس المخلوي التنفسي، قد رُبط بالفعل بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 29 في المائة على مدار 18 شهراً.

 

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

 

لقاح الهربس النطاقي

وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، يُصاب واحد من كل أربعة أشخاص بالهربس النطاقي مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم. ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن، حيث تتجاوز أعمار معظم المصابين الخمسين عاماً.

تُسبب هذه الحالة طفحاً جلدياً مؤلماً، وغالباً ما يكون مصحوباً بحمى وصداع، وقد تكون قاتلة لنحو واحد من كل ألف شخص فوق سن السبعين يُصاب بها.

وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد باستخدام السجلات الصحية الإلكترونية لـ280 ألف بالغ في ويلز تتراوح أعمارهم بين 71 و88 عاماً أن لقاح الهربس النطاقي يبدو أنه يمنع حدوث حالة واحدة من كل خمس حالات جديدة من الخرف. كما أشارت أبحاث أخرى أجريت على مجموعة سكانية مختلفة من كبار السن في أستراليا إلى تأثير وقائي للقاح في هذا الشأن أيضاً.

لقاح المكورات الرئوية والدفتيريا

تشمل عدوى المكورات الرئوية أمراضاً مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، بينما الدفتيريا عدوى معدية تُصيب الأنف والحنجرة، وأحياناً الجلد. غالباً ما تُعطى لقاحات هذه الأمراض للأطفال الرضّع كجزء من تطعيماتهم الروتينية. كما تُشجع هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا الأشخاص على تلقي جرعة إضافية من لقاح المكورات الرئوية إذا كانوا فوق سن 65 عاماً.

وأظهرت دراسة نُشرت عام 2023 أن كبار السن الذين تلقوا لقاحات ضد الدفتيريا والتهابات المكورات الرئوية كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 30 في المائة و27 في المائة على التوالي على مدى ثماني سنوات.

مقالات ذات صلة