3 أسباب خفية وراء الأزمات القلبية لدى الشباب
اكتشف باحثون في مؤسسة «مايو كلينيك» الطبية الأميركية، 3 أسباب خفية وغير تقليدية وراء الأزمات القلبية، لدى الأشخاص دون سن 65 عاماً.
وأوضح الفريق البحثي أن هذه الأسباب تغيِّر الفهم السائد لهذه الحالات؛ خصوصاً لدى الشباب والنساء، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Journal of the American College of Cardiology».
وتُعد الأزمات القلبية التي تصيب من هم دون الـ65 من الحالات الطبية المثيرة للقلق في الأوساط الصحية؛ إذ كان يُنظر إليها طويلاً على أنها مشكلة تقتصر على كبار السن، أو من يعانون أمراضاً مزمنة؛ إلا أن نمط الحياة السريع، وضغوط العمل، والعوامل الوراثية والهرمونية، إلى جانب التوتر النفسي والعادات غير الصحية، جعلت هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للإصابة.
وتنتج الأزمة القلبية غالباً من انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب، ما يحرمها من الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لعملها، ويحدث ذلك عادة بسبب انسداد في الشرايين التاجية، نتيجة تراكم الترسبات الدهنية أو الجلطات. ولكن الدراسة الجديدة كشفت أن الأزمات القلبية لدى الشباب لا تقتصر على هذا السبب التقليدي؛ بل قد تكون ناتجة عن 3 أسباب خفية وغير تقليدية.
واعتمدت الدراسة على بيانات تمتد إلى أكثر من 15 عاماً، وشملت 1474 حالة أزمة قلبية. وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف الأزمات القلبية لدى النساء تحت 65 عاماً لم يكن لها علاقة بانسداد الشرايين.
وحدَّد الباحثون 3 أسباب رئيسية: تمزق الشريان التاجي التلقائي (SCAD)، وهو أكثر شيوعاً لدى النساء الشابات، وغالباً ما يُشخَّص خطأً كأزمة تقليدية. والانسداد المفاجئ (Embolism) نتيجة انتقال جلطة أو مادة إلى الشريان التاجي، وهو يختلف عن الانسداد التدريجي الناتج عن تراكم اللويحات الدهنية والكوليسترول والكالسيوم على جدار الشرايين. بالإضافة إلى الضغوط الجسدية، مثل العدوى أو فقر الدم، والتي وُجد أنها ثاني أكثر الأسباب شيوعاً؛ لكنها الأخطر؛ إذ ارتبطت بنسبة وفيات بلغت 33 في المائة خلال 5 سنوات.
أما الأزمات القلبية غير المفسَّرة فكانت نادرة للغاية، ولم تتجاوز 3 في المائة من الحالات بعد المراجعة الدقيقة.
وحسب الباحثين، تكمن أهمية هذه النتائج في أنها تغيِّر الفهم التقليدي للأزمات القلبية بين الشباب، بعدما اعتُبر انسداد الشرايين خلال عقود السبب الرئيسي.
وأكد الفريق أن التشخيص الخاطئ قد يؤدي إلى علاجات غير فعَّالة أو حتى ضارة، مثل تركيب دعامات لا حاجة لها، في حالات تمزق الشريان التاجي التلقائي، ما يزيد خطر المضاعفات.
وشدد الباحثون على أن فهم السبب الحقيقي للأزمة القلبية لا يقل أهمية عن علاجها؛ إذ قد يكون هو الفارق بين التعافي الكامل وتكرار الإصابة.
كما دعوا الأطباء إلى توسيع نطاق التشخيص، وعدم الاكتفاء بالافتراض التقليدي، وتمكين المرضى من المطالبة بفحوصات أدق، عندما لا تتطابق الأعراض مع التشخيص المعتاد.