5 فئات من الأدوية قد تضر بسمعك
عندما نفكر في الآثار الجانبية للأدوية، قد نركز على أشياء مثل الغثيان أو التعب أو الدوار. ولكن هناك خطراً آخر أقل شهرة، قد تكون له عواقب دائمة على حياة المرضى، وهو فقدان السمع.
ويُشير مصطلح «تسمم الأذن» إلى تلف يحدث في القوقعة، نتيجة تناول أدوية أو مواد كيميائية، مما يؤثر على السمع، والجهاز الدهليزي الذي يتحكم في التوازن. وتشمل الأعراض: طنين الأذن، وفقدان السمع، والدوار، أو مشكلات التوازن.
وقد تكون هذه الآثار مؤقتة أو دائمة؛ حسب نوع الدواء، والجرعة، وحساسية الشخص تجاه بعض المكونات.
ما هي الأدوية التي قد تلحق الضرر بسمعك؟
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن هناك 5 فئات شهيرة من الأدوية قد تُلحق الضرر بالأذن الداخلية، وتؤثر على السمع أو التوازن.
وهذه الأدوية هي:
بعض المضادات الحيوية
تُوصف المضادات الحيوية الأمينوغليكوزيدية عادة لعلاج الالتهابات الخطيرة، مثل تعفن الدم والتهاب السحايا والسل، وهي حالات يُمكن أن يُنقذ فيها العلاج السريع والفعال حياة المرضى. وفي هذه الحالات، غالباً ما تفوق فوائدها خطر فقدان السمع المُحتمل.
وتُعطى هذه الأدوية عادة عن طريق الوريد، وهي من بين أكثر الأدوية التي أثبتت الأدلة العلمية سُميتها للأذن. ويُمكن أن تُسبب فقدان سمع لا رجعة فيه؛ خصوصاً عند استخدامها بجرعات عالية أو فترات طويلة. وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عُرضة لهذه الآثار وراثياً.
ويبقى أثر هذه الأدوية في الأذن الداخلية أسابيع أو حتى أشهر، ما يعني أن الضرر قد يستمر بعد انتهاء العلاج.
ويقول الخبراء إن هناك مضادات حيوية أخرى قد تضر بالأذن أيضاً؛ خصوصاً لدى كبار السن، مثل الماكروليدات والفانكومايسين.
بعض أدوية القلب وضغط الدم
تُستخدم مدرات البول العروية بشكل شائع لعلاج قصور القلب أو ارتفاع ضغط الدم. ولكن عند إعطائها بجرعات عالية أو عن طريق الوريد، فإنها يمكن أن تُسبب فقدان سمع مؤقتاً من طريق اختلال توازن السوائل في الأذن الداخلية. وقد يُعاني نحو 3 في المائة من مستخدميها تسمماً أذنياً.
كما رُبطت بعض أدوية ضغط الدم بطنين الأذن.
وتشمل هذه الأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي أدوية تُساعد على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق حجب هرمون يُسمى أنجيوتنسين، مما يُسهّل على القلب ضخ الدم، وحاصرات قنوات الكالسيوم التي تُخفض ضغط الدم عن طريق منع الكالسيوم من دخول خلايا القلب وجدران الأوعية الدموية.
العلاج الكيميائي
تُعرف بعض أدوية العلاج الكيميائي، وخصوصاً تلك التي تحتوي على البلاتين بأنها شديدة السُّمِّية للأذن.
ويستكشف الباحثون طرقاً للحد من المخاطر، من خلال تعديل الجرعة أو وتيرة العلاج دون المساس بفعالية الدواء.
مسكنات الألم
رُبطت الجرعات العالية من مسكنات الألم الشائعة، بما في ذلك الأسبرين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تُستخدم عادة لتسكين الألم والالتهاب وخفض الحرارة، بطنين الأذن وفقدان السمع.
ووجدت دراسة واسعة النطاق أن النساء دون سن الستين اللواتي يتناولن بانتظام جرعات معتدلة من الأسبرين (325 ملِّيغراماً أو أكثر، من 6 إلى 7 مرات أسبوعياً) لديهن خطر أعلى بنسبة 16 في المائة للإصابة بطنين الأذن. ولم يُلاحظ هذا الارتباط مع الأسبرين بجرعات منخفضة (100 ملِّيغرام أو أقل).
كما ارتبط الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، بالإضافة إلى الباراسيتامول، بزيادة خطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة 20 في المائة تقريباً، وخصوصاً لدى النساء اللواتي يستخدمن هذه الأدوية بكثرة.
وربطت دراسة أخرى الاستخدام طويل الأمد لهذه المسكنات بارتفاع خطر فقدان السمع؛ خصوصاً لدى الرجال دون سن الستين.
الأدوية المضادة للملاريا
يمكن أن تُسبب أدوية مثل الكلوروكين والكينين -المُستخدمة لعلاج الملاريا وتشنجات الساق- فقدان سمعٍ قابلٍ للعكس، وطنيناً في الأذن. وقد وجدت إحدى الدراسات أن 25- 33 في المائة من الأشخاص الذين يعانون فقدان السمع قد سبق لهم تناول أحد هذه الأدوية.
ويتميز هيدروكسي كلوروكين، المُستخدم لعلاج الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، بتركيب كيميائي مُشابه، ويُشكل خطراً مماثلاً. فبينما يتعافى بعض الأشخاص بعد التوقف عن تناول الدواء، قد يُعاني آخرون ضرراً دائماً؛ خصوصاً بعد الاستخدام طويل الأمد أو بجرعات عالية.
ويواجه الأشخاص الذين يعانون مُسبقاً فقدان السمع، أو أمراض الكلى، أو الاستعداد الوراثي، مخاطر أعلى. وقد يكون الأطفال وكبار السن أكثر عُرضة للخطر أيضاً.