الإفراط في ملح الطعام يزيد من خطر سمنة البطن
ربطت دراسة فنلندية بين كمية الصوديوم أو ملح الطعام المستهلكة في النظام الغذائي وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، خصوصاً سمنة البطن.
وحضّ الباحثون من المعهد الفنلندي للصحة والرعاية الاجتماعية على اتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الملح على مستوى الأفراد وصناعة الأغذية، بهدف تقليل مخاطر السمنة والمشكلات الصحية المرتبطة بها؛ ومن المقرَّر عرض النتائج أمام المؤتمر الأوروبي للسمنة، الذي يُعقد في ملقا بإسبانيا من 11 إلى 14 مايو (أيار) المقبل.
وتُعد السمنة، خصوصاً سمنة البطن، من المشكلات الصحية الشائعة التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم. وتتراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن، ما يؤثر في وظائف الأعضاء الداخلية، ويزيد من مقاومة الإنسولين والالتهابات المزمنة.
وللحد من سمنة البطن، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالبروتين والألياف، مع تقليل السكريات، والدهون المشبَّعة، والملح، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
واستندت الدراسة إلى بيانات المسح الصحي الوطني الفنلندي لعام 2017، وشملت 2222 رجلاً و2792 امرأة، تجاوزت أعمارهم 18 عاماً. وجرى تقدير استهلاك الصوديوم عبر استبيان غذائي مُعتمد، إضافة إلى تحليل عيّنات بول من مجموعة فرعية من المشاركين (558 رجلاً و702 امرأة) لقياس تركيزه في البول، كما استُخدم مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر لتقييم السمنة العامة وسمنة البطن.
ووجد الباحثون أن متوسط استهلاك الصوديوم كان أعلى من الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية (5 غرامات يومياً) في جميع الفئات. إذ بلغ متوسط استهلاك الصوديوم في الفئة الأعلى استهلاكاً، ما يعادل أكثر من 12 غراماً من الملح يومياً للرجال، و9 غرامات للنساء، أي أكثر من ضعف الحد الموصى به عالمياً.
وأظهرت النتائج أن النساء في الفئة الأعلى استهلاكاً للصوديوم كنَّ أكثر عرضة للإصابة بالسمنة العامة بمقدار 4.3 ضعف، وسمنة البطن بمقدار 3.4 ضعف مقارنة بالنساء في الفئة الأدنى. وعند قياس الصوديوم في البول، ارتفعت نسبة خطر الإصابة بالسمنة إلى 4.8 ضعف، ما يُعزّز موثوقية تقديرات الاستبيانات الغذائية.
أما بالنسبة للرجال، فقد أظهرت البيانات زيادة في خطر السمنة مع ارتفاع استهلاك الصوديوم، لكنها لم تكن ذات دلالة إحصائية. ومع ذلك، عند تحليل تركيز الصوديوم في البول، تبيَّن أن الرجال في الفئة الأعلى استهلاكاً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة العامة بمقدار 6 أضعاف، والسمنة البطنية بمقدار 4.7 ضعف، مقارنة بأولئك في الفئة الأدنى.
ويرى الباحثون أن التأثير الأقوى للملح في الرجال قد يعود إلى ارتفاع استهلاكهم للأطعمة الغنية بالصوديوم، مثل اللحوم المصنعة، والمخبوزات، والجبن، داعين لتقليل الملح في الأطعمة الشائعة، لا سيما تلك التي يستهلكها السكان يومياً، سواء في المنازل أو المطاعم أو الوجبات الجاهزة.