دواء جديد يحد من تكلّس صمام القلب
توصل باحثون أميركيون إلى دواء جديد يحمل اسم «أتاسيغوات» (Ataciguat) قد يحدّ من الحاجة إلى جراحات استبدال الصمام الأبهري، وهو أحد أكثر التدخلات الجراحية شيوعاً لعلاج تضيق الصمام الأبهري.
وأوضح الباحثون بمستشفى مايو كلينك أن هذا الدواء قد يُحدث تغييراً جوهرياً في طريقة التعامل مع أمراض صمامات القلب، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية »Circulation«.
ويُعد تضيق الصمام الأبهري مشكلة صحية خطيرة تؤثر على أكثر من 1.5 مليون أميركي وملايين الأشخاص حول العالم، حيث ينجم عن تراكم ترسبات الكالسيوم على الصمام، مما يحدّ من تدفق الدم ويُرهق القلب، مؤدياً إلى أعراض خطيرة، مثل ضيق التنفس، والتعب، وألم الصدر.
حالياً يعتمد العلاج على المراقبة الدورية حتى يصل المريض إلى مرحلة متقدمة تستدعي استبدال الصمام، إما عبر الجراحة المفتوحة وإما القسطرة للمرضى غير القادرين على الجراحة التقليدية. ورغم فاعلية هذه العمليات، فقد يحتاج المرضى الأصغر سناً لاستبدالات متكررة بسبب تكلّس الصمام الجديد.
وعلى مدار العقد الماضي، كشف الفريق أن «أتاسيغوات» يعيد تنشيط مسار بيولوجي مهم يمنع تكلّس الصمام الأبهري. وفي الدراسات المخبرية، تباطأ تقدم المرض بشكل كبير، حتى عند بدء العلاج بعد ظهور التكلّس.
أما التجارب السريرية على المرضى الذين يعانون من تضيق الصمام الأبهري المعتدل، فقد أظهرت أن تناول جرعة يومية واحدة من «أتاسيغوات» كان آمناً وجيد التحمل، مع آثار جانبية طفيفة مقارنة بالعلاج الوهمي. وأوضحت أحدث نتائج المرحلة الثانية من التجربة، التي شملت 23 مريضاً، أن العقار أدى لتقليل معدل تقدم تكلّس الصمام بنسبة 69.8 في المائة خلال ستة أشهر مع تحسن ملحوظ في وظائف عضلة القلب.
وقال الباحث الرئيس للدراسة، الدكتور جوردان ميلر، مدير مختبر أمراض القلب والشيخوخة في مايو كلينك: «يمثل هذا البحث تطوراً مهماً في علاج تضيّق الصمام الأبهري».
وأضاف عبر موقع المستشفى أن «عقار أتاسيغوات لديه القدرة على تأخير أو حتى منع الحاجة إلى جراحة استبدال الصمام، مما قد يحسن حياة ملايين المرضى حول العالم».
نتائج واعدة
وأشار إلى أن التأثير المحتمل للعقار يتجاوز مجرد تأخير الجراحة، إذ قد يستفيد منه المرضى الأصغر سناً الذين يعانون من تطور سريع للمرض أو لديهم عيوب خلقية في الصمام. ففي الحالات التي تتطلب استبدال الصمام قبل سن 55 عاماً، هناك احتمال يتجاوز 50 في المائة بأن يحتاج المريض لعدة عمليات استبدال للصمام مدى الحياة بسبب إعادة تكلّس الصمام المزروع. ولكن مع تأثير «أتاسيغوات» في إبطاء تكلّس الصمام الطبيعي، قد يتمكن هؤلاء المرضى من الانتظار حتى سن 65 عاماً قبل الخضوع لعملية واحدة فقط، مما يقلل الحاجة إلى جراحات متكررة.
ويخطط الباحثون للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية، التي ستكون حاسمة في تحديد مدى فاعلية وسلامة العلاج.