اخبار العرب والعالم

إطلاق صواريخ روسية من بيلاروس باتجاه أوكرانيا مع بدء الحرب شهرها الخامس

تواصل الهجوم الروسي السبت على أوكرانيا حيث أُطلقت صواريخ من أراضي بيلاروس، الحليف الدبلوماسي لموسكو، مع دخول الحرب شهرها الخامس.

انتقدت كييف إدانة موسكو لقرار قادة الاتحاد الأوروبي منح أوكرانيا صفة مرشح لعضوية التكتل. وأدرجت المساعدات لأوكرانيا على جدول اعمال قمة مجموعة السبع التي تبدأ الأحد في ألمانيا، قبل قمة الناتو التي تستمر يومين اعتبارًا من الثلاثاء في مدريد.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا السبت في تغريدة “هذا لا يظهر سوى ضعف روسيا”.

وياتي ذلك غداة تنديد موسكو ب “الاحتكار الجيوسياسي” لفضاء مجموعة الدول المستقلة (التي تضم العديد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق) بهدف “احتواء روسيا” معتبرة أن “هذه المقاربة العدوانية للاتحاد الاوروبي من شأنها ان تتسبب بانشقاقات جديدة وازمات جديدة اكثر عمقا في اوروبا”.

كما اتهمت كييف موسكو بأنها تريد جرّ مينسك إلى الحرب” بعد أن أعلن الجيش الأوكراني أن 20 صاروخًا أُطلقت من أراضي بيلاروس، ومن الجو استهدفت قرية ديسنا في منطقة تشيرنيهيف الحدودية (شمال) السبت نحو الساعة الخامسة صباحًا (02,00 ت غ) بدون سقوط ضحايا.

وسبق ان نفذت ضربات من بيلاروس منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير.

وأكدت موسكو، من جانبها، أنها قتلت “ما يصل إلى 80 من المرتزقة البولنديين” في قصف استهدف شرق أوكرانيا، ودُمرت 20 مركبة قتالية مصفّحة وثماني قاذفات صواريخ متعددة غراد في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا” في منطقة دونيتسك، على ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان السبت.

ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقلّ.

وتسمّي روسيا جميع المتطوّعين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية “مرتزقة”.

– توترات –

والتوترات على اشدها بين روسيا وبولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تزود أوكرانيا بالسلاح.

مساء الجمعة، أكد عمدة سمولينسك الروسية إزالة العلم البولندي من نصب ضحايا مجزرة كاتين التي جرت عام 1940 وشهدت مقتل نحو 25 ألف بولندي بأمر من ستالين.

في خاركيف (شمال شرق أوكرانيا)، ثاني مدينة في أوكرانيا تقاوم ضغوط القوات الروسية منذ بدء الهجوم، تتساقط الصواريخ مرة أخرى يوميًا على مركز المدينة.

وذكرت خدمة الطوارئ الأوكرانية أن أحد الصواريخ أصاب مبنى إداريا قرب الفندق الذي كان يقيم فيه فريق وكالة فرانس برس ليل الجمعة والسبت، واندلع حريق بدون وقوع إصابات. تم استهداف المبنى من قبل.

وقال جندي في الموقع فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس السبت إن “الروس ينهون ما بدأوه”.

لاحظ فريق وكالة فرانس برس الجمعة كلبًا ضالًا ينهش بقايا بشرية في تشوغويف، على بعد حوالى 30 كيلومترًا جنوب شرق خاركيف، حيث قالت السلطات إن ستة أشخاص قتلوا الثلاثاء في قصف هذه المدينة الواقعة بين خاركيف والمواقع الروسية.

في جنوب أوكرانيا، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيانها السبت مقتل “أكثر من 300 عسكري أوكراني ومرتزقة أجانب، وتدمير 35 سلاحًا ثقيلًا خلال يوم واحد في ميكولايف”.

شرقاً، دخلت القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو السبت ليسيتشانسك وتدور “معارك شوارع” في هذه المدينة المجاورة لسيفيرودونيتسك الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا والتي توشك موسكو على السيطرة عليها، وفق ما أعلن الانفصاليون.

وقال ممثل للانفصاليين الموالين لروسيا اللفتنانت كولونيل أندري ماروتشكو عبر تلغرام إن عناصر “الميليشيا الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية والجيش الروسي دخلوا إلى مدينة ليسيتشانسك… وتدور معارك شوارع فيها حاليًا”.

وتلقى الجيش الأوكراني الجمعة أوامر بالانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، وهي خطوة حاسمة بالنسبة لموسكو التي تريد احتلال كامل منطقة دونباس الصناعية التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على أجزاء منها منذ 2014 وتريد موسكو السيطرة عليها بالكامل.

لا تكف أوكرانيا عن المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية، خصوصا في منطقة دونباس الصناعية (شرق أوكرانيا)

– “تكافؤ ناري” –

قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على صفحته على فيسبوك إنه شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي “على ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو”، مؤكدا أن ذلك “سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرض لأكبر تهديد”.

وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تقع سيفيرودونيتسك “لم يعد من المنطقي البقاء في مواقع قصفت باستمرار لأشهر” وبينما أصبحت المدينة “مدمرة بشكل شبه كامل” بسبب عمليات القصف المستمرة.

وأضاف أن “البنية التحتية الأساسية بأكملها دمرت وتسعين بالمئة من المدينة تضرر وثمانين بالمئة من المنازل يجب هدمها”.

ويرى خبراء أن عمليات القصف المكثفة هذه أدت إلى إخضاع الجنود الأوكرانيين لكن من دون أن تحدث بالضرورة تغييرا جذريا للوضع على الأرض.

وقال مسؤول عسكري فرنسي طالبا عدم كشف هويته إن “الوحدات الأوكرانية منهكة وتكبدت خسائر فادحة وبعضها تم تحييده بالكامل”.

وأكد الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كليشز لفرانس برس أن “الرؤية الشاملة – حرب بطيئة لمواقع محصنة – لم تتغير”. وأضاف أن “الانسحاب كان مقررا من قبل على الأرجح ويمكن اعتباره تكتيكيًا”، مشيرا إلى أن المقاومة الأوكرانية سمحت لكييف بتعزيز جبهاتها الخلفية.

ورأى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضا طالبا عدم كشف هويته أن القوات الأوكرانية “تنفذ انسحابا مهنيا وتكتيكيا من أجل تعزيز مواقع ستكون أكثر قدرة على الدفاع عنها”.

مقالات ذات صلة