اراء و أفكـار

لا أمل في عودة النازحيـــــــن!

حسين عمران

اعترف … اني كنت أتوقع ان يتم الغاء وزارة الهجرة والمهجرين في حكومة عبد المهدي ، وذلك لسبب بسيط هو ان الحرب على “داعش” انتهت قبل نحو عام ، وكنت اعتقد أيضا ان النازحين سيعودون الى مدنهم وبالتالي تنتفي الحاجة الى وزارة الهجرة والمهجرين ، الا اني اكتشفت بعد حين الى اني كنت على خطأ كبير وكبير جدا !!
اعلم … ان ازمة النازحين بدأت مع سيطرة عناصر داعش على نحو ثلث الأراضي العراقية ، وكان نتيجة ذلك نزوح اكثر من خمسة ملايين شخص ، توزعوا في مخيمات لم تتوفر فيها ادنى الخدمات الضرورية ، رغم ان الحكومة خصصت مبالغ ضخمة لتهيئة الظروف المناسبة لمخيمات النازحين ، الا ان الفساد الذي انتشر بين القائمين على توفير الخدمات لمخيمات النازحين كان سببا في افتقار تلك المخيمات الى الكثير من الخدمات .
أقول …. طفت الى السطح مرة أخرى ازمة النازحين ومخيماتهم البائسة مع بداية السيول التي سببتها الامطار في عدد من مدن المحافظات وخاصة الشرقاط ومدن ديالى والموصل ، حيث جرفت تلك السيول مخيمات النازحين وشرّدت عشرات الآلاف من النازحين الذي تركوا بيوتهم وحلالهم وممتلكاتهم ليتم اسكانهم في مخيمات لا تتوفر فيها ابسط الخدمات على أمل ان يعودوا الى ديارهم .
لكن …. وكما يبدو ان أمل النازحين في العودة الى ديارهم بات بعيدا ، وهنا يحق لنا السؤال …
لماذا لم تتم إعادة النازحين الى مدنهم التي هجّروا منها خلال الحرب على داعش رغم ان تلك الحرب انتهت قبل نحو عام مضى ؟
البعض سيجيب بان مدن النازحين لم يتم اعمارها !! وهنا نسأل مرة أخرى هل تم تخصيص مبلغ معين في موازنة 2019 لاعمار مدن النازحين ؟!
اغلب ان لم اقل كل السادة المحافظين التي تضم محافظاتهم مدنا مدمرة قالوا ان المبالغ المخصصة لاعمار تلك المدن لا تساوي شيئا امام حجم الدمار الذي أصابها ، لذا فانهم هددوا بعدم التصويت على الموازنة ما لم يتم تخصيص مبالغ مناسبة لمحافظاتهم .
نعم … لا نعتقد ان هناك عودة قريبة للنازحين الى مدنهم وبيوتهم المدمرة ، أحيانا لعدم اعمارها واحيانا أخرى ان عدم عودة النازحين الى ديارهم يكون لدواعي أمنية .
أقول … ماذا لو تبرع أصحاب الدرجات الخاصة والوزراء والنواب خاصة نواب المحافظات المدمرة الذي فازوا باصوات النازحين ، نقول ماذا لو تبرع هؤلاء بجزء من رواتبهم المليونية ووضعوها مثلا في صندوق لاعمار المدن المدمرة ؟ لا اعتقد ان مليون واحد من أصل نحو 20 مليون دينار راتب ومخصصات الوزراء والنواب سيؤثر على ميزانية ودخل أصحاب الدرجات الخاصة ، لكن أيضا لا اعتقد ان تمنياتنا هذه ستجد آذانا صاغية من المسؤولين الذين تعودوا ان ياخذوا ولا يعطوا !!
واختتم همساتي بالقول … ان البعض يقول ان هناك تعديلات على موازنة 2019 وهي لم تقر بعد من قبل البرلمان ، فربما سيقف نواب المحافظات المدمرة بالمرصاد للموازنة ما لم يتم تخصيص مبالغ مناسبة لمحافظاتهم ، أقول هذه أمنية بعيدة تماما خاصة وان هناك ترجيحات بتخفيض سعر برميل النفط في موازنة 2019 من 56 دولار الى 50 دولار وهذا يعني ان العجز في الموازنة سيكبر ويكبر ….
فمن بعد والحالة هذه يفكر بالنازحين ومعاناتهم ….
ولا ول ولا قوة الا بالله !!

“المشرق”

مقالات ذات صلة