اراء و أفكـار

5% من أيتام العالم في العراق !

حسين عمران

إنّه رقمٌ كارثي، أليس كذلك؟
وقبلَ الدخول في التفاصيل ، أقول لا اعرف حقيقة ، لماذا تم اختيار يوم 4 /4 من كل عام يوما لليتيم العراقي ، اذ اني بحثت في ” غوغل ” عن سبب اختيار هذا اليوم لاستذكار ايتام العراق فلم اجد شيئا يفيدني، إلا ان الذي جذب انتباهي هو تقرير أعدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونسيف” حيث أشار الى ان عدد ايتام العراق يبلغ نحو خمسة ملايين طفل يتيم من مجموع نحو 140 مليون يتيم في العالم.
ربما لا يعني لبعضكم هذا الرقم، لكن اليونسيف اكدت ان 5% من ايتام العالم موجودون في العراق!.
ربما سيقول بعضكم ان الحروب هي سبب زيادة الايتام في العراق ، لكن تقرير اليونسيف يشير الى ان الحرب في أفغانستان مضى عليها نحو 14 عاما، ومع ذلك فإن عدد ايتام أفغانستان يبلغ مليونين. اما في سوريا التي مضى على حربها نحو اربع سنوات فلم يزد عدد ايتامهم عن المليون!.
إذن، لماذا هذا الرقم الكارثي لأيتام العراق؟.
المختصون يشيرون الى انه إضافة الى الحروب التي شهدها العراق، فإن الصراع الطائفي خلال سنوات 2006 – 2007 كانت سببا مهما في زيادة ايتام العراق.
ومهما بلغ عدد ايتام العراق، فإن السؤال المهم: ماذا قدمنا للايتام عامة، وفي يومهم خاصة؟.
لا اعتقد ان هناك شيئا مهما يذكر ،إذا ان النواب – الذين هم ممثلو الشعب – منشغلون بدعاياتهم الانتخابية ، وربما لا يعرفون ان يوم 4 نيسان هو يوم اليتيم العراقي، ثم لنفرض انهم عرفوا، فلا اعتقد انهم سيقدمون شيئا يذكر لهم، لأن الفوز بالانتخابات القادمة عندهم اهم من كل شيء!.
لكن لنترك النواب الحاليين والمرشحين للانتخابات القادمة، ولنسأل: ماذا فعلت منظمات المجتمع المدني لأيتام العراق؟.
وربما سيفاجأ بعضكم حين يعلم أن هناك 356 منظمة تعنى باليتيم العراقي، ولا اعرف حقيقة ما الذي قدمته هذه المنظمات لليتيم العراقي، إذ ربما الكثير من هذه المنظمات هي مجرد أسماء أي منظمات وهمية، هدفها الحصول على المساعدات دون توزيعها على الأيتام.
لكن، لنسأل الآن: ماذا عن دور الايتام الحكومية؟.
تشير الاحصائيات الى ان هناك 22 دارا للايتام في العراق، اربع فقط في بغداد والبقية في المحافظات. دور الايتام المخصصة للذكور تسمى “دور البراعم ” والمخصصة للإناث تسمى ” دور الزهور”. كما ان الاحصائيات تشير الى ان الانبار تضم اكبر عدد من الايتام، تليها بغداد ثم البصرة فديالى.
وبرغم الرقم الكبير لأيتام العراق فإن دور الدولة المخصصة للايتام لا تضم في اروقتها سوى 700 يتيم، والبقية يعيشون الفقر والحرمان مع عوائلهم، وربما بعضهم يعيش في الشوارع، نتيجة فقدان أبويه معا، ليبقى بلا معيل له سوى الشارع!.
نعم، هناك تقصير واضح من المسؤولين تجاه اليتيم، هؤلاء المسؤولون ربما يستذكرون اليتميم في يوم واحد من كل سنة، وهذه السنة، ربما، سيتناسون يوم اليتيم العراقي لانشغال الجميع بالانتخابات، ولا حول ولا قوة الا بالله. داعين الرحمن الرحيم ان يجعل مسؤولينا ينتبهون لأيتام العراق، ويوفروا الحضن الدافئ لهم!.

نقلا عن “المشرق”

مقالات ذات صلة