توقف عن تصديق هذه الخرافات حول اللحوم
نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريرا، تناولت من خلاله بعض المعلومات المتداولة حول استهلاك اللحوم، التي تم دحضها من خلال حجج علمية عن طريق ثلة من الخبراء.
وتطرقت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إلى تراجع الإقبال على استهلاك اللحوم، منذ أن توصلت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهي هيئة تعمل في إطار منظمة الصحة العالمية، إلى أن تناول اللحوم المصنعة، على غرار النقانق، يمكن أن يتسبب في الإصابة بسرطان القولون.
ونقلت الصحيفة شهادة الدكتور ألفونسو كاراسكوزا، المتخصص في الأمن الغذائي على امتداد ثلاثين سنة، حيث أكد أن تقرير منظمة الصحة العالمية يعنى بشكل رئيسي باللحوم المصنعة واللحوم الحمراء.
وأضاف كاراسكوزا، أن “النوع الأول من اللحوم يمثل تلك التي خضعت لعملية تدخل وتحويل قبل الوصول إلى المائدة”. من جهتها، أفادت طبيبة التغذية، ديانا أنسورينا، أن “الأمر يشمل لحم البقر، ولحم العجل، ولحم الخنزير، ولحم الضأن، والحصان والماعز”.
وأوضحت الصحيفة أن حذف اللحوم من النظام الغذائي يجعله غير متوازن، حيث تمثل اللحوم مصدرا ممتازا للبروتين الضروري جدا للنمو، وكذلك لوقاية العضلات، في حين أنها مشبعة بالمغذيات الدقيقة مثل الحديد والزنك وفيتامين بي 12. وتعد اللحوم من المصادر الغذائية القليلة التي تحتوي على فيتامين بي 12. في هذا الشأن، صرحت الطبيبة أنسورينا، بأنه “يجب على الأشخاص الذين لا يأكلون اللحوم مراقبة مستويات فيتامين بي 12 في أجسامهم، حيث يعد هذا الفيتامين ضروريا حتى يعمل النظام العصبي بشكل سليم ولتجنب أنواع معينة من فقر الدم”.
وبينت الصحيفة أن دراسة قامت بها جامعة هارفارد، ونشرت في آذار/ مارس سنة 2016 في المجلة العلمية “الطبيعة”، أكدت أن استهلاك البروتينات ضروري لتطور الجنس البشري. فضلا عن ذلك، شددت الدراسة على أنه لو لم يشتمل النظام الغذائي لأسلافنا على البروتينات ودهون اللحم، لما كان دماغنا قد تطور.
وأوصى الخبراء “باستهلاك اللحوم الحمراء بشكل معتدل أو على الأقل عرضي”. من جهتها، أبرزت سلطات الأمن الغذائي والتغذية مدى أهمية تناول “اللحوم مرتين في الأسبوع فقط، ويشمل ذلك أيضا منتجات اللحوم المصنعة”.
وأقرت الصحيفة بأنه من المنظور العلمي، لا توجد نوعية لحم أفضل من الأخرى، حيث يرتبط الأمر بالاحتياجات الغذائية الخاصة بالأفراد. فعلى سبيل المثال، يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع معدل الكوليسترول، التحكم في كمية اللحوم الحمراء المستهلكة. ولكن هذا الأمر لا يعني أنهم لا يستطيعون تناوله على الإطلاق.
وأفادت الصحيفة بأنه على الرغم من تعالي الأصوات المنادية بتحقيق التوازن على مستوى النظام الغذائي، إلا أن مناصري فكرة عدم استهلاك اللحوم في ازدياد. وفي هذا السياق، صرحت كريستينا رودريغو، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للتوعية الغذائية، التي توجد في خمسة بلدان، ألا وهي إسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا وبولندا، بأنهم يحاولون تقديم المعلومات اللازمة حول وجوب تناول نظام غذائي يحتوي على نسب أكبر من الخضار.
وأضافت رودريغو، أنه “خلال الأسبوع القادم، سيحصل أكثر من 2500 شخص ممن سجلوا بالفعل في “أسبوع بلا لحوم” على “نشرة إخبارية” يومية تحتوي على “وصفات ومعلومات عن الأطعمة التي يمكن أن تحل محل اللحوم”.
وفي الختام، تناولت الصحيفة حقيقة لجوء بعض الشركات إلى تربية الماشية بطرق بيولوجية وذلك من خلال عدم تقيدها طوال النهار، في حين يتم تربية البعض الآخر في نظام شبه موسع، مع احترام أكبر للبيئة والمحيط الطبيعي. كما عملت هذه الشركات على عدم استعمال المواد الكيميائية أو منتجات الصحة النباتية أو المضادات الحيوية أثناء تربية الحيوانات.