الافراط في السهر يجعلك فريسة للشيخوخة المبكرة
شجع الانتشار الواسع للتكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي كثيرين على السهر لأوقات متأخرة من الليل، وحتى الصباح أحياناً، وذلك بسبب الافراط في استخدام الإنترنت أو مشاهدة التلفاز أو السمر مع بعض الأصدقاء في بعض الأحيان، مع جهل أو تجاهل المخاطر الصحية الخطيرة للافراط في السهر وما يمكن أنّ يقود إليه من نتائج مدمرة، تجعل الجسم فريسة للشيخوخة المبكرة والكوارث الصحية، كالصداع والتعب والغثيان، وقائمة طويلة من الأمراض، مثل احمرار العينين والقلق والتوتر العصبي وضعف الذاكرة وسرعة الغضب.
عبد الرحمن عبد السلام إدريس
ويؤكد الأطباء أنّ النوم يُخَلِّص الجسم من السموم التي توجد فيه، ويساعده في أداء وظائفه بكفاءة عالية، ويزيد من قدرة أعضاء الجسم على مقاومة أيّ تغيرات صحية تواجهه. أما لو كان النوم قليلاً، فإنه يتسبب في عدة أخطار وأمراض للجسم، منها ارتفاع ضغط الدم بعد الاستيقاظ ، إضافة إلى أنّ السهر المتكرر يتسبب في تفاقم المضاعفات الصحية وتقليل مناعة الجسم، ما يؤدي إلى حدوث خلل للمناعة. والحرمان من النوم يؤثر بشكل سلبي على عملية تمثيل الجسم الغذائية للغلوكوز، وهذا أحد أكثر مسببات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وخلصت دراسات عدة إلى أنّ من يعانون من الأرق تكون قدراتهم أقل من الذين ينامون بشكل جيد، بل إن السهر يعطي الجسم تأثيرات مشابهة للتسمم عن طريق الكحوليات. فإذا كان الشخص يظل مستيقظاً لمدة سبع عشرة ساعة كل يوم، فإنه يتعرض لآثار موازية للشخص الذي يرتفع مستوى الكحول في دمه بمقدار 50 في المائة. وفي الوقت ذاته فإنّ طول السهر ينتج منه الإصابة بالتوتر والقلق والاكتئاب، على نحو أكثر.
السهر يسبب الإجهاد الذهني
وعدم إعطاء الجسم مقداراً كافياً من النوم والراحة يضاعف من احتمالات الإصابة بمشكلات سلوكية في النهار، خصوصاً لدى الأطفال، للتأثير العكسي على الأعصاب ومعاناتها من التأهب على نحو دائم، ما يُحدِث نوعاً من الخمول الذهني. ولدى الكبار، تنخفض القدرة على الاستيعاب نتيجة للضغط الذهني المستمر لفترات طويلة وما يخلفه من إجهاد ذهني كبير يجعل صاحبه يفقد التركيز ولا يستطيع التحكم في طريقة تفكيره وكلماته.
ومن الأشياء التي تبدو غريبة، ولكن أثبتها الأطباء، أنّ الشخص الذي ينام أقل من ست ساعات في اليوم يتعرض للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، لعجز جسمه عن العمل بإنتظام، إضافة إلى زيادة الشهية وتناول الطعام كثيراً.
وبالرغم من لجوء البعض إلى تعويض سهر الليالي عن طريق النوم خلال ساعات النهار، إلا أنّ ذلك لا يمكنه تغطية التغيرات الفسيولوجية الناتجة من خلل في إفراز هرمون الميلاتونين الذي يفرزه المخ ليلاً، ويصل إلى أدنى مستوياته في النهار. وهذا الهرمون يعمل كمضاد للأكسدة ويزيد الوقاية من السرطان حسبما ذكرته الدراسات العلمية الحديثة.
والواقع الماثل يحتم على كل فرد وضع برنامج يخلق عبره توازناً بين ساعات العمل والنشاطات الاجتماعية، وغيرها من الشؤون اليومية، بحيث يخصص ساعات كافية ليلاً للنوم، وبذلك يغلق الطريق أمام الكثير من الأمراض والمضاعفات الصحية المذكورة، ويزيد فرص الاستمتاع بحياة سعيدة بعيداً من التوتر والقلق وغيرهما.