صحة

لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال؟ اليكم السبب

بكاء المرأة

“الرجال لا يبكون”، عبارة رنت في أذاننا منذ الصغر، حتى أصبحت قاعدة راسخة في عقولنا، وأضحى الحق في البكاء مسموحا به فقط للنساء والأطفال، بينما على الرجال البحث عن طريقة أخرى للتعبير عن مشاعر الحزن والأسى بعيداً عن البكاء.

لماذا لا يبكي الرجال؟

الفكرة الشائعة في المجتمعات العربية، هي أن الرجال يجب أن يُقاوموا دموعهم، ولا يسمحوا لها بالنزول أمام العامة، وحتى إذا أراد الرجل البكاء فيجب أن يختلي بنفسه كي لا يظهر ضعفه للناس، بينما المرأة لا تستطيع مقاومة دموعها وتذرفها في أي زمان ومكان.

لكن الحقيقة العلمية هي ان عملية البكاء تخضع لتأثير هرمون في الجسم هو هرمون “البرولاكتين”، المسؤول عن تدفق الدموع. وهذا الهرمون متوفر بغزارة في جسم المرأة، وهو نفسه السبب في مقاومة الرجال للبكاء، لأن نسبة إنتاجه في أجسامهم تبقى ضئيلة إذا ما قورنت بالنساء، إلى جانب أن لديهم غدداً دمعية أقل بنسبة 60 في المئة من تلك الموجودة في جسم المرأة. لذا فالرجل لا يبكي كثيرا لأنه لا يملك الكثير من الدموع.

لكن، وبالرغم من البنية الغددية والهرمونية للرجال والتي تحميهم من البكاء، إلا أن هناك مواقف عديدة لا يستطيعون فيها مقاومة عاطفتهم، فتكون أقوى من مقاومة أجسامهم، كفقدان عزيز، فتجد الرجل يبكي بغزارة وألم متجاهلاً الناس حوله، وغالباً ما ينسى الرجال تلك اللحظات لأنها تعتبر أليمة بالنسبة إليهم، وعقلهم الباطني يقوم بالتخلص منها بصورة تلقائية.

وهناك مواقف أخرى تجبر الرجل على ذرف الدموع، وهي الفخر بأولاده، خصوصاً إذا كان عاملاً كادحاً واستطاع إيصال أبنائه إلى مراكز مرموقة، هنا لا يستطيع الرجل أن يقاوم دمعه فيذرفه، لكن يخفيه بسرعة قبل رؤيته ممن حوله.

ومن الصعب جداً أن تجد رجلا يبكي أمام امرأة، خصوصاً إذا كانت حبيبته أو زوجته، بينما يسمح لدموعه بالانهمار بشكل كلي في حضن والدته، هربا من الضغوط الاجتماعية والمادية والمشاكل الأسرية، ويحاول عقله الباطن أيضا محو هذه اللحظة من ذاكرته.

من جانب آخر، يشجع علماء النفس الرجال على البكاء، باعتباره صفة فطرية وفيزيولوجية تحرر الإنسان من المشاعر الحزينة والسلبية، وتشعره براحة كبيرة، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. وهم يرون إن اعتبار بكاء الرجل ضعف ونقص في رجولته، ظلم سافر يُمارسه المجتمع في حق الرجال، ويمنعهم من الترويحِ عن أنفسهم، ويعطي الحق فقط للنساء والأطفال.

مقالات ذات صلة