“ثق في شعورك”… متى يمكنك تطبيق ذلك في قرارتك؟
“ثق في شعورك”، نصيحة نسمعها بين الحين والآخر، متى أردنا اتخاذ قرار مهم. ولكن هل من المفيد حقاً الاعتماد على الحدس، بدلاً من تقليب الأمر والبحث عن حلول عقلانية ؟
ويقول بيتر فالشبورجر، وهو عالم نفس بيولوجي في جامعة فري ببرلين: “هذا يتوقف على الشخص”. فإذا كان الشخص لديه خبرة كبيرة في مجال ما، فغالباً ما سيتخذ قراراً أفضل إذا تصرف بسرعة مما إذا أمعن إمعاناً شاملاً في كل الخيارات.
وعلى سبيل المثال، غالباً ما يكون حمالو الحقائب في الفنادق خبراء في الحكم على الشخصيات، وأحياناً ما يكون لدى الأطباء ذوي الخبرة حساً عن المرض الذي ربما يعاني منه المريض، ويكون بعض المحققين سريعين في القول بدقة متى ارتكب شخص ما شيئاً خاطئاً.
وغالباً لا يستطيع هؤلاء الأشخاص القول بدقة كيف توصلوا إلى نتائجهم. المشكلة، بالطبع، في أننا جميعاً أسرى أفكار تقليدية (كليشهات)، ولكن في الغالب لا نكون على دراية بها. ويقول فالشبورجر: “على سبيل المثال توحي الشواهد أننا نعتبر الأشخاص الذين يبتسمون أكثر ذكاء من هؤلاء الذين يبدون أكثر جدية”.
وإذا كنا نثق في حدسنا فليس لدينا أي طريقة نعرف بها ما إذا كان شعورنا صحيحاً حقاً. وينوه الخبير إلى أن “الحدس لا يجعل العلم غير ضروري”. وينصح فالشبورجر بعدم اتباع الحدس إلا إذا كان لدينا خبرة كبيرة ومعرفة في سياق معين، عندما يتطلب الموقف اتخاذ قرار سريع ولن نحتاج إلى تبرير هذا القرار بعد الواقعة.