اخبار العراق

الثابت والمتغير في وزارة النفط

وزير النفط العراقي جبار اللعيبي

احمد جبار الوائلي
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

ما من شك أن العراق على مستوى الطبقة الإدارية قد حقق فشلا ذريعا بامتياز.. وما من شك أن دعوات المطالبة بالإصلاح إنما خرجت بعد أن تغلغل هذا الفشل الإداري إلى تفاصيل الحياة العامة… ولذا شعرت الناس أن بقاء الوضع على ما هو عليه سوف تكون له عواقب مريعة على مستقبل البلد… فالادارات قدمت كل مالديها ومع ذلك كان الانحدار مستمرا.. الفقر… المرض… التخلف التعليمي… تراجع الخدمات… كلها أدت إلى أن ينخر الفساد جسد الدولة لذا كان لابد لأي شخص يدعي الإصلاح أن يعمد إلى تغيير الفكر الإداري السائد ومن الطبيعي أن يمر هذا التغيير عبر تغيير مصدر الفكر البالي أو غير المنسجم مع الواقع وهذا المصدر يجب أن يتحلى اولا بالخبرة وثانيا بالجرأه وثالثا بالمرونة.. وهذا ما يفعله وزير النفط العراقي جبار اللعيبي. فحين وصل إلى قمة هرم وزارة النفط وهو الخبير بامورها العالم بخفاياها عمد إلى إعطاء الفرصة للقيادات القديمة التي قد تكون قادرة على تغيير طريقة تعاملها مع وضع العراق الجديد ومطالبات الإصلاح ولما تيقن انه ليس بالإمكان توقع ذلك منها عمد إلى ثورة إدارية شاملة شملت تغييرات جوهرية على مستوى الوزارة والشركات التابعة لها وشهدت لأول مرة الاعتماد على طاقات شابة واعدة بدأت ولم تنتهي فلا عصمة لأحد في أي مفصل من مفاصل الوزارة وما يضمن بقاء المدير الفلاني في نظرا الوزير اللعيبي هو مدى النجاح المتحقق من هذا التغيير لذا لن يكون غريبا أن يفشل الكثير في مناصبهم الجديده وبالتالي برغم حداثة تسنمهم تلك المناصب قد يجدون أنفسهم تم طرحهم خارج الإدارات هذا هو منطق وفلسفة وزير النفط العراقي وهي فلسفة سيكون لقادم الايام الكلمة الفصل في تأييدها أو عدم التأييد المهم فيها أنها نظرة متحركة غير جامدة لا تعترف بالثوابت وتعطي لكل حسبما يعطي هو لمنصبه من نجاح قد تكون فلسفة غريبة عنا لأننا تعلمنا أن صاحب الكرسي يبقى متربعا عليه امدا بعيدا.. ولذا كان الفشل والفساد هما السمتان البارزتان في تاريخنا الحالي كما أن المعين الأول لاستمرار كل في منصبه هو قدرته على التجديد والعطاء بعيدا عن أي ميول فئوية.. ان مثل هذا الأسلوب هو المعمول به في أوربا والدول المتقدمة حضاريا وإداريا فليس من المنطق أن تعين الفاشل ليبقى مصدرا للقرار وليس منطقيا أن لا يكون للفشل جزاء…. ببساطة هذا ما استشفه من سياسة وزير النفط العراقي جبار اللعيبي واتنبأ أن نشهد تغييرات مستمرة قبل أن تستقر وزارة النفط على أسماء معينة وكل ما يقوم به الوزير حاليا هو اكتشاف مواهب وقيادات جديدة من الجيل الشاب لذا لنتامل منه خيرا.

مقالات ذات صلة