اراء و أفكـار

أمة تبحث عن أمل

تعيش الأمة العربية أسوأ عصور الانحطاط التي مرت بها. هي تخسر أبسط عناصر وحدتها، ومهددة في وجودها، ومستقبلها غامض، ويضرب العطب عصبها القومي وتكاد تصاب بالكساح ومعه فقدان المناعة.
من المحيط إلى الخليج تعيش الأمة حالة من اليأس والإحباط وصولاً إلى هزيمة الروح وفقدان الأمل. وإذا هزمت الأمة في روحها فمعنى ذلك أنها فقدت حاضرها ومستقبلها.. أي أن وجودها بات في خطر.
المشهد يبدو مأساوياً وسوداوياً، ينزف من مشرقه إلى مغربه، وتظلله غمامة من الحقد الأسود والإرهاب والتطرف والتكفير حلت فجأة في سمائنا وأخذت تمطر دماً وخراباً وموتاًً وحروباً، وتثير معها زوابع من الصراعات والأحقاد الدفينة.
كل ذلك يجري جهاراً نهاراً، معروفة العقول التي تخطط والأيدي التي تدبر وتنفذ.. و«يكاد المريب يقول خذوني». والكل من حولنا يتربص وينتظر للانقضاض عندما تنضج الوليمةة ويصبح أهل البيت في حال من الجاهزية والقبول، طالما نستبدل أمننا بأمن مستعار رغم أننا نعرف أن الثياب المستعارة لا تقي من صقيع الشتاء أو هجير الصيف.
الكارثة أننا تركنا الإرهاب ينهش في جسد الأمة وأعطيناه كل مقومات القوة وفيتامينات الصمود كي يتمكن منها، وتركنا شعوبنا تئن تحت وطأة الموت والدمار والأمراض والتهجيرر والضياع، هكذا بكل بلادة واستهتار، وفتحنا الأرض والسماء للخارج كي نستظل بأمنه وقوته، في حين لن يتورع عن افتراسنا عندما تحين الفرصة وتقتضي المصلحة.
تركنا عدونا يسرح ويمرح في أراضينا المحتلة وقدس أقداسنا، ويفعل في الأرض والناس والجغرافيا والتاريخ من تشويه وتحقير وتغيير ما يشاء، ويقتحم الساحات الإقليمية والدولية ليشكل من حولنا طوقاً من الحصار السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بعدما كنا نحاصره، عندما كان الصراع معه معركة وجود وكرامة.
«إسرائيل» تكسب من دون أن تهزمنا، نحن قررنا أن ننهزم ونقدم لها أنفسنا قرباناً لعنصريتها وإرهابها وحقدها ومخططاتها التوسعية التهويدية.. نزحف إليها ونطلب ودها وكأنها لا تحتل أرضنا ولا تدنس مقدساتنا ولا تستبيح حقوقنا.
أليس كل ذلك لأننا فشلنا في حماية أمننا القومي وقررنا التخلي عن الجامع القومي الذي يوحدنا، وتفرقنا أيدي سبأ كل يبحث عن سبيله ولا يعير اهتماماً لأمة اصطفاها الله «كنتم خيرر أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
في أي عصر نحن؟ لم يكن حالنا في كل عصور الغزو والاحتلال كما هو حالنا اليوم. طوائف ومذاهب ودويلات وغزوات واحتلالات وأطماع وإرهاب ومؤامرات وتفتيت وتجزئةة وانفصال، وكأن كل أرضنا صارت نهباً لكل من هب ودب.. ونحن نبحث عن خلاص فلا نجده، وكأن كل آفاق الأمل باتت مسدودة.
متى تشرق الشمس مجدداً؟ وإلى متى يطول هذا الليل؟

نقلا عن الخليج

مقالات ذات صلة