الأظافر خريطة واضحة لـ «قراءة» الأمراض
الاهتمام بالأظافر، خصوصاً لدى النساء، لا يعكس سوى هدف تجميلي، فهي تهذَّب، وتزيَّن، وتقلَّم، وتلمَّع، وتطوَّل، وتصبَغ، وكل هذا بغرض التبرج، فالأهمية الجمالية للأظافر لدى غالبية الناس تفوق أهميتها الطبية.
لكن أبعد من الهدف التجميلي، فإن مظهر الأظافر قد يعكس ما في الجوهر، إذ كثيراً ما تسمح نظرة سريعة على الأظافر بتزويد الطبيب معلومات قيّمة لتشخيص عدد من الأمراض، هذه أهمها:
– سرطان الأظافر. إذا لاحظت وجود شريط أسود اللون تحت الظفر أصبح لونه مع مرور الوقت أكثر قتامة وشكله أوسع في المنتصف، خصوصاً في إصبع الإبهام والسبابة، فعليك أن تتوجه فوراً الى الطبيب لنفي إصابة سرطانية، فسرطان الجلد يمكن أن يظهر في أي منطقة من الجلد، بما في ذلك منطقة تحت الظفر.
ولا ينبغي، في أي حال من الأحوال، الاستهانة بالخطوط السود تحت الظفر، خصوصاً إذا ظهرت في ظفر واحد أو في ثنيات الظفر الجانبية، فهي تسمى بعلامة «هوتشنسون» التي تدل على سرطان «الميلانوم» تحت الظفر الذي يعد من أخطر أنواع سرطانات الجلد، وهو شائع بين الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية.
– اضطراب الغدة الدرقية. تصنع الغدة الدرقية هرمونات تتحكم تقريباً بكل العمليات الاستقلابية التي تجرى في الجسم، من بينها العمليات الخاصة التي تحصل في الأظافر، ففي حال فرط نشاط الغدة الدرقية، تنشط العمليات الاستقلابية في شكل زائد عن الحد فتنمو الأظافر في شكل أسرع فتبدو نحيفة وقابلة للتقصف بسهولة. أما في قصور نشاط الغدة الدرقية فيحدث العكس، إذ تتباطأ العمليات الاستقلابية فلا تنال الأظافر ما تحتاجه من العناصر الغذائية المهمة، ما يعرضها للإصابة بالضعف والتشقق.
– التسمم بالزرنيخ. يعتبر ظهور خط سميك أبيض أفقي على الظفر من الدلائل التقليدية على التسمم بالزرنيخ، لكن هناك حالات مرضية أخرى تتسبب في ظهور الخطوط البيض على الظفر، مثل قصور القلب، ومرض هودجكين، وداء الملاريا، ومرض الجذام. في المقابل، إذا لوحظ ظهور خطين أفقيين دقيقين لونهما أبيض في الأظافر فقد يكون ذلك دلالة تقليدية مهمة على انخفاض مستوى الزلال في الدم أو أمراض حادة ومزمنة، كأمراض الكلى، وتشمّع الكبد، وقصور القلب، وسوء التغذية، والعدوى، والجروح.
– أمراض الكلى. اذا كان نصف الظفر لونه أبيض والنصف الآخر لونه أسود فهذا دليل على الإصابة بمرض في الكلية، أو ربما بمرض آخر مثل تليّف الكبد، والداء السكري، وقصور القلب الاحتقاني.
– أمراض الرئة. إن ازرقاق الأظافر يعتبر علامة مهمة على عدم الحصول على الأوكسيجين بكميات كافية، وتظهر هذه العلامة في أمراض الرئة، لكنها تشاهد أيضاً في أمراض الدورة الدموية وداء رينو وبعد تناول مضادات الفيروسات والمضادات الحيوية التي تحتوي على «التيتراسيكلين».
– فطر الأظافر. إن العدوى الفطرية للأظافر هي من بين أهم مسببات اللون الأصفر فيها، وكلما ساءت العدوى الفطرية يصبح الظفر سميكاً ومتفسخاً وقابلاً للكسر بسهولة، مع العلم أنه في بعض الحالات قد يكون اصفرار الظفر علامة على مرض أكثر خطورة، مثل السكري، والصدفية، وأمراض الرئة، والتورم اللمفاوي في الجسم.
– مرض ويلسون. إن تلون المنطقة الهلالية في قاعدة الظفر باللون الأزرق يشير عادة الى مرض ويلسون، وهو مرض وراثي يحصل نتيجة خلل في استقلاب عنصر النحاس، ما يؤدي الى ترسبه في الكبد والدماغ وفي أنسجة أخرى، من بينها قاعدة الظفر.
– فقر الدم بنقص الحديد أو بنقص الفيتامين ب12. إذا كانت الأظافر مقعرة تشبه الملعقة فإنها قد تكون دلالة على سوء التغذية بنقص الحديد أو الفيتامين ب12.
وفي حال ترافق تقعر الظفر مع وجود سماكة شديدة فيه، فهذا يدل عادة على الإصابة بمرض السكري.
ويمكن التعرف الى وجود التقعر في الأظافر بوضع قطرة من الماء على الظفر، فإذا لم تنزلق فإن الظفر في طريقه الى التقعر.
– مرض الحزاز المسطح. وتعتبر الأظافر الرفيعة والمشققة والخشنة دليلاً على هذا المرض، وفي بعض الحالات يتآكل الظفر وينفصل عن مرقده.
– مرض الصدفية. وفيه تظهر تجاويف صغيرة على سطح الظفر، وتشاهد هذه الحفر لدى أكثر من نصف المصابين بالصدفية، لكنها ليست علامة واسمة لهذا المرض بل يمكن مشاهدتها في أمراض عدة، مثل اضطرابات المناعة، وأمراض المفاصل، وأمراض الجهاز البولي، وأمراض العين، والداء الفقاعي.
– الأزمة القلبية. وهذه قد تعطي في بعض الأحيان أخاديد عرضية مجوفة على ظفر أو أكثر، وهي تشير الى حدوث توقف موقت في نمو الظفر، إلا أن إصابات أخرى يمكن أن تؤدي الى حصولها، مثل ذات الرئة، وداء النكاف، والحصبة، ومرض الزهري، ونقص معدن الزنك، وبعد التعرض للرضوض، وعقب العمل الجراحي، وبعد علاج السرطان، وعلى أثر التسممات الكيماوية.
صحيح أن الأظافر هي من أساسيات ومقومات الجمال عند المرأة، لكن علينا ألا ننسى قول الشاعر نزار قباني أنه قبل المعارك بالسيف كانت هناك الأظافر!