ما السبب وراء فقدانك لشهيتك عندما تكون غاضباً؟
طُرح سؤال في باب “اسأل عن الحياة الصحية” بموقع النسخة الأميركية لـ”هافينغتون بوست”، يقول: لماذا يتسبب التوتر العصبي في إصابة بعض الأشخاص بفقدان الشهية، بينما يهدأ الآخرون من خلال تناولهم للطعام أكثر من المعدل الطبيعي؟
ويمكننا الإجابة عن هذا السؤال عبر السطور التالية.
قد تتسبب حالة أسرية طارئة، أو إنهاء عسير لعلاقة ما، أو حتى التصرفات المتطرفة لرئيس جديد، في أن تحرم المرء من رغبته في تناول الطعام.
ومن ناحية أخرى، قد تؤدي مثل هذه المواقف إلى حالات قليلة من الإفراط في تناول الآيس كريم. بكل وضوح، التوتر العصبي والشهية يرتبطان ارتباطاً وثيقاً.
ولكن لماذا يتناول بعض الأشخاص كثيراً من الطعام عندما يشعرون بالتوتر العصبي، بينما يتناول آخرون طعاماً أقل عندما يمرون بنفس الحالة؟
لعل هناك إجابة مباشرة لهذا التساؤل، تقول إن التوتر العصبي قصير المدى يجعلنا نأكل أقل، أما التوتر العصبي المتواصل فيجعلنا أكثر ميلاً لتناول مزيد من الطعام.
إلا أن الأمر برمته يتعلق بالطريقة التي تنظر بها عقولنا إلى الضغوطات ومسببات التوتر العصبي.
ما الذي يجعلك تأكل بكميات أقل؟
قالت ماري دولمان، أستاذة وظائف الأعضاء بجامعة كاليفورنيا في مدينة سان فرانسيسكو، في مقابلة مع “هافينغتون بوست”، إن التوتر العصبي الوشيك أو الشديد يُحفّز رد الفعل الذي يعمل باستراتيجية “المواجهة أو الهروب”.
وهي نفس الاستراتيجية التي يتبناها المرء عندما تتعرض حياته للخطر، إذ يُنتج العقل هرمونات لكبح الشهية، كما تضخ الغدد الأدرينالين؛ كي تضع رغبته في الطعام على لائحة الانتظار حتى يتسنى للجسد أن يُكرّس طاقته من أجل النجاة.
تُبيِّن أستاذة الفسيولوجيا هذه الحالة قائلة، إنه حتى وإن لم يكن المرء يتعرض لخطر جسدي، قد يكون رد فعل العقل كما لو كان ما يتعرض له حقيقياً، وهو ما ينطبق على التعرض للضغوط السياسية.
وأوضحت دولمان “بعض الأشخاص… شعروا بالتهديد الشديد من سطوة ترامب وسلوكياته السابقة واللاحقة. إنهم غير قادرين على التحكم في مجريات الموقف، كما أنهم خائفون من العواقب”.
يُنَشِّط هذا التوتر العصبي العنيف استجابة المرء عبر استراتيجية “المواجهة أو الهروب”، ومن ثم يفقد الأشخاص شهيتهم.
ما الذي يجعلك تأكل بكميات أكبر؟
قالت دولمان إنه من الناحية الأخرى، قد يجد الناس أنفسهم يأكلون بكميات أكبر في ظل المناخ السياسي الحالي؛ لأنهم تنتابهم حالة متواصلة من القلق من جرّاء الوضع الراهن، لكنهم لا يشعرون أنه وشيك أو يهددهم شخصياً.
إذ يتسبب مثل هذا النوع من التوتر العصبي، منخفض المستوى الذي يستمر لفترة من الوقت، في أن يجعل العقل يطلق الكوليسترول: وهو هرمون يزيد من الشهية عند الأشخاص.
وقد أظهرت الأبحاث أن الطعام ذا السعرات الحرارية العالية يكون أكثر جذباً بصورة خاصة للأفراد الذين يتعرضون للتوتر العصبي. تقول دولمان إن الطعام قد يلعب دوراً علاجياً نوعاً ما.
كما كتبت “لدى التعرض للضغوطات المعتدلة والخفيفة (التي لا يُنظر إليها باعتبارها تهديداً للحياة)، تلجأ الحيوانات (وكذلك البشر) في المقابل إلى أغذية الرفاهية… إنهم يأكلون من أجل السرور وليس الحاجة. يأكلون حتى يُشتتوا انتباههم عن الضغوطات من خلال الأكل (أو احتساء الشراب أو تناول المخدرات)”.
ما الذي ينبغي علينا أن نفعله؟
سواءٌ كنت مدفوعاً لتناول الطعام بكميات أقل أو بكميات أكبر، توجد طرق تساعدك في تحسين شعورك، تقترح رسائل هارفارد للصحة العقلية، التي تنشرها منشورات جامعة هارفارد الصحية -وهي دار نشر في كلية الطب بجامعة هارفارد تصدر المنشورات التي تتعلق بالصحة- أن يمارس الأشخاص التأمل، والتمارين، ويلجأوا إلى الدعم الاجتماعي باعتبارها جميعاً طرقاً جيدة لكبح التوتر العصبي.
كما نعلم أن العناية المتواصلة بالنفس، مثل الحمية الغذائية الصحية والتحدث عما يقلقنا مع طبيب يمكن أن تحسن من الأمور.