مظهر شعرك يخبرك بحالتك الصحية
قد يشغل بالك مظهر شعرك سواء كان جيداً أو سيئاً، أو ربما تفكرين في تغيير لونه أو تسريحته، لكنك قد تتجاهلين بعض الإشارات والعلامات التي قد يكشفها شعرك عن حالتك الصحية. حيث توصلت الأبحاث العلمية إلى أن تغير شكل، ملمس وكثافة الشعر ربما يدل على وجود مشكلة صحية كامنة وغير ظاهرة مثل مرض الغدة الدرقية. ومن خلال المقال التالي، ستعرفين ما إذا كانت التغيرات التي طرأت على شعرك كانت نتيجة للإصابة بمشكلة صحية أو نتيجة عوامل وراثية.
1- الشعر الأبيض والتوتر
تقول طبيبة الأمراض الجلدية Paradi Mirmiraniأن التوتر أو الإجهاد التأكسدي والمعروف باسم Oxidative stressمن شأنه أن يؤثر على الخلايا المنتجة للصبغة، مما يسبب ظهور الشعر الأبيض. وحتى الآن لا يعرف أطباء الأمراض الجلدية لماذا يسبب التوتر ظهور الشعر الأبيض لدى بعض الأشخاص، بينما لا يؤثر على الآخرين. ومع ذلك، فإن Mirmiraniتوضح أن توقيت ظهور الشعر الأبيض يرتبط في جزء منه أيضاً بالجينات الوراثية الخاصة بالشخص.
2- الشعر المتقصف الهش ومتلازمة كوشينج
يعتبر تقصف الشعر وهشاشته أحد أعراض الإصابة بمتلازمة كوشينج. لكن Mirmiraniتشير إلى وجود أعراض أخرى أكثر وضوحاً لهذه الحالة المرضية النادرة الناتجة عن زيادة إفراز الكورتيزول مثل ارتفاع ضغط الدم، التعب، وآلام الظهر. ويشمل علاج متلازمة كوشينج تغيير جرعة الأدوية التي قد تسبب الإصابة بهذه الحالة. وفي بعض الأحيان، قد يخضع المريض إلى الجراحة، العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي لتصحيح إفراط انتاج الغدة الكظرية للكورتيزول.
3- الشعر الخفيف والجاف وأمراض الغدة الدرقية
الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية قد يلاحظون زيادة تساقط الشعر وتغير في شكله. ويعني قصور الغدة الدرقية إن الغدة الدرقية لا تعمل بشكل فعال. وبالتالي يمكنها أن تغير من مظهر وشكل شعرك، وتسبب أعراضاً أخرى مثل الشعور بالتعب، عدم القدرة على تحمل البرد، آلام المفاصل والعضلات، انتفاخ الوجه وزيادة الوزن. ويمكن اكتشاف الأمر من خلال إجراء الفحص الخاص بهرمون الغدة الدرقية TSH، ويستلزم علاج هذه المشكلة تناول الأدوية الخاصة بعلاج قصور الغدة الدرقية.
4- تساقط الشعر وفقر الدم
إذا لاحظتِ مؤخراً وجود الكثير من الشعر على الفرشاة، أو أرضية حوض الاستحمام، فهذا الأمر قد يكون مؤشراً على أن مستوى الحديد في الجسم منخفض وهي الحالة التي تُعرف باسم فقر الدم أو الإنيميا. وبالتالي، على المريض أن يخضع لفحص دم لمعرفة ما إذا كان يعاني من الإنيميا أم لا. وعادة ما يتم طلب هذا الفحص من الأشخاص النباتيين أو من النساء ممن لديهن فترات حيض غزيرة، ففي هذه الحالات تزيد احتمالية وفرص حدوث تغيرات للشعر نتيجة لانخفاض مستوى الحديد في الجسم. وتعتبر مكملات الحديد أو تغيير النظام الغذائي ليشمل المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد من الأمور التي قد تساعدك على الاحتفاظ بشعرك ومنع سقوطه. يذكر أنه من الطبيعي أن يفقد الإنسان ما يتراوح بين 100 و150 شعرة يومياً، فإذا زاد الأمر عن ذلك قد يشير إلى وجود مشكلة ما.
كما يحدث تساقط الشعر أيضاً (بشكل مؤقت) مع التغيرات المفاجئة في مستويات هرمون الاستروجين وغالباً ما يلاحظ ذلك بعد الحمل أو بعد إيقاف أقراص منع الحمل.
5- الشعر الخفيف ونقص البروتين
البروتين ضروري لبناء الشعر. لذا إذا كنت لا تحصل على ما يكفي من البروتين، قد تلاحظ خفة الشعر أو تساقطه. وتجدر الإشارة إلى أن كل ما يحتاجه الفرد في اليوم هو حصة واحدة من أحد الأطعمة الغنية بالبروتين (في حجم أوراق اللعب). لكن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، أو الذين خضعوا مؤخراً إلى عملية تغيير مسار أو تحويل المعدة قد يجدون مشاكل في هضم البروتين. هذه الحالات الخاصة يجب أن يتم مراقبتها ومتابعتها من قبل الطبيب. علماً بأن معظم حالات خفة الشعر، حتى في النساء، تكون بسبب العوامل الوراثية على الأرجح.
6- الرقائق الصفراء والقشرة
الرقائق الصفراء أو البيضاء في الشعر، على الأكتاف أو حتى على الحاجبين هي إشارة للإصابة بالتهاب الجلد الدهني المعروف بشكل أكثر شيوعاً باسم القشرة. ويمكن للشامبو الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية والكورتيزونات الموصوفة من قبل الطبيب أن تساعد في السيطرة على هذه الحالة. وتجدر الإشارة إلى أن القشرة التي عادة ما تحدث نتيجة نمو الخمائر على الجلد أو نتيجة لالتهابه، تكون أسوأ خلال فصل الشتاء.
7- بقع قشرية على فروة الرأس
عند تشكل وظهور قشرة سميكة على فروة الرأس، فهذا عادة ما يشير إلى الإصابة بالصدفية. وتعتبر الصدفية أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعاً. وعادة ما تكون الصدفية مرتبطة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة، التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون. مما يعني أن الأشخاص المصابين باضطرابات مناعة ذاتية أخرى، أكثر عرضة للإصابة بالصدفية.
لذا من المهم استشارة طبيب الأمراض الجلدية لاختيار العلاج الأنسب بالنسبة لك، سواء كان ذلك عن طريق العلاجات الموضوعية مثل الشامبو، الكريمات أو المراهم، أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية أو العلاجات الجهازية.