اراء و أفكـار

كشف حساب

أقل من عشرة أيام بقيت على مغادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض، بعد أن قضى فيه فترتين رئاسيتين كانتا مثاراً للجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها.

قد نتفق أو نختلف مع سياسات أوباما، خاصة تلك التي تتعلق بالشأن العربي أو الإقليمي، فبينما يرى محللون وخبراء سياسيون أن السياسية الخارجية له هي الأسوأ على الإطلاق تجاه القضايا العربية بالمقارنة بتاريخ قاطني البيت الأبيض، ويعددون أهم مساوئ سياسته بالتردد في المواجهة التي أدت إلى تنامي التنظيمات الإرهابية في المنطقة، فضلاً عن تعاظم النفوذ الروسي والإيراني بقوة ليغطي الفراغ الذي تركه تراجع الدور الأميركي، والفتور الذي شهدته العلاقات الخليجية – الأميركية.

المتابع لسياسة أوباما خلال فترة حكمه يرى أن تركيزه انصب بدرجة كبيرة على السياسة الداخلية والإصلاح الاقتصادي، وغفل عن مسؤولياته الخارجية كرئيس أقوى دولة في العالم، وتصرف بشكل يتناقض مع القيم الأميركية.

سنوات حكم أوباما تجاه منطقتنا وصفت بالضبابية، حيث غابت القرارات الحاسمة التي كان من المفترض أن تكون من دولة بحجم الولايات المتحدة الأميركية، والتي كانت أكثر انخراطاً في شؤون المنطقة مما هي عليه الان، وهذا أمر في غاية الوضوح خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، الذي لم تتعامل معه إدارة أوباما بطريقة حاسمة رغم قدرتها -خاصة في بداية الأزمة- على تقصير أمد الأزمة حال التزمت قرارها الذي لم تنفذه، وما أدل على ذلك من قضية الأسلحة الكيماوية التي استخدمها النظام السوري في الحرب، وكانت (خطاً أحمر) حسب تعبير أوباما نفسه دون وجود أي رد فعل يوازي قوة التصريحات الصادرة عن رئيس الولايات المتحدة.

ومؤخراً صدرت تصريحات عن الإدارة الأميركية على لسان وزير خارجيتها جون كيري حول عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، ووجوب العودة إلى طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في موقف لم يتم التطرق إليه كثيراً خلال الثماني سنوات الماضية.

إذا أردنا وضع كشف حساب إدارة أوباما خاصة فيما يتعلق بقضايانا العربية سنجد أنه طويل ويحتاج إلى تفصيل أكبر بكل ما فيه من حسنات ومساوىء.

نقلا عن “الرياض”

مقالات ذات صلة