اخبار العراق

صحيفة الواشنطن بوست: كيف سيقضي العراق و تركيا على داعش و لكن سيخسران في النهاية

اكدت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية أن سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد والهجوم على ملهى ليلي في إسطنبول ليلة عيد الميلاد يشيران إلى قدرة تنظيم داعش الإرهابي المستمرة في شن هجمات خارج حدود أراضيه المنكمشة.

وأوضحت الصحيفة أنه خلال العامين الماضيين، فقدت الحركة الإرهابية 50 ألف مقاتل، وفقًا لإحصائيات واشنطن، وأكثر من نصف المناطق التي كانت تسيطر عليها في سوريا والعراق، لكن مع توقف أو تباطؤ الهجمات لاستعادة أكبر مدينتين من في قبضة داعش- الموصل في العراق والرقة في سوريا- لا يزال التنظيم الإرهابي يحتفظ بقدرته على إلحاق أضرار جسيمة بالدول المحيط به، إضافة إلى استهداف مدن غربية.

وعلى وجه الخصوص، فهناك سبب للقلق، وهو أن العراق وتركيا في خطر فقدان حربهم ضد الإرهابيين، فالفريقان نشرا جيوشهما لاستعادة المناطق الخاضعة لداعش العام الماضي وحققا مكاسب كبيرة، لكنهما عرضة للخطر السياسي والاقتصادي والاجتماعي نتيجة الهجمات الإرهابية المضادة، والتدابير العكسية الخاصة بهم.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن تقدم وحدات مكافحة الإرهاب العراقية في الموصل بدعم من المستشارين والقوات الجوية الأمريكية، يعود لهم الفضل للتكتيكات التي تهدف لحماية المدنيين، مؤكدة أن التكلفة البشرية للمعركة المستمرة شهرين ونصف ضئيلة مقارنة بالهجوم على حلب من قبل القوات السورية والإيرانية والروسية، لكن القوات العراقية تكبدت خسائر فادحة، وكانت تهدف لتحقيق النصر بنهاية 2016، لكن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي قال إن المعركة قد تستغرق مزيدا من الأشهر.

ولفتت الصحيفة إلى أن حكومة العبادي لا تفي بوعودها المتكررة الخاصة بتعزيز المصالحة السياسية بين الفصائل الطائفية، وعلى النقيض تمامًا، اتخذ البرلمان العراقي مؤخرًا إجراءات تهدف إلى زيادة نفوذ الشيعة الذين يقودون الحكومة، مشددة على أن الخطر يكمن حتى بعد استعادة الموصل، حيث ستستمر الحرب الطائفية في البلاد وربما تكون أكثر شدة في الوقت الذي تتنافس فيه الفصائل على السيطرة على الأراضي المحررة.

وفيما يتعلق بتركيا، ذكر مجلس تحرير الصحيفة أن أنقرة يبدو أنها في خطر الانهيار، بالرغم من سلطوية الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، الذي تجنب اتخاذ إجراءات ضد داعش لسنوات عدة وأرسل قوات إلى سوريا في 2016، لكن يبدو أنه أكثر تصميمًا على منع توحيد المنطقة التي سيطر عليها الأكراد من استعادة الرقة.

وتابعت الصحيفة أن حملة أردوغان الوحشية ضد الأكراد والمعارضين السياسيين الآخرين أدت إلى استقطاب الدولة والخلاف “دق إسفين” بين جماعات يجب أن تتحد لمحاربة الإرهاب.

وختمت “واشنطن بوست” بأنه لا يزال من المحتمل أن يشهد عام 2017 القضاء على داعش، لكن ما قد يكون أكثر أهمية لأمن الشرق الأوسط هو ما إذا كان استقرار تركيا والعراق مزعزع، والذي يعتمد في جزء منه على قدرة داعش على الاستمرار في شن هجمات إرهابية كالتي نفذها مؤخرًا، مؤكدة أن العامل الحاسم سيكون ما إذا كان العبادي وأردوغان قادران على تبني سياسات محلية أكثر إيجابية.

مقالات ذات صلة