ما هي العوامل التي تسبب السكتة الدماغية لدى الشباب؟
في دراسة نشرت مؤخراً في مجلة جمعية القلب الأمريكية ” The Journal of the American Heart Association – AHA” وجد الباحثون أن حالات السكتة الدماغية “Ischemic stroke” التي تم إيداعها المشافي بين عامي 2000 – 2010 للأشخاص بين 25 – 44 عاماً، قد ازدادت زيادة حادة بمقدار 44%، وتشير إحصائيات حديثة إلى أن 10% من الجلطات تحدث لأشخاص بين عمر 18-50 عاماً.
أسباب الجلطات والسكتات عند الشباب
الأسباب المعروفة، مثل: ارتفاع الضغط، السمنة، الكولسترول، التدخين، السكري. ويظن الدكتور أميتيس توفيجي (اختصاصي أعصاب الأوعية الدموية)، أن السبب الرئيسي للجلطات لدى الشباب هو غالباً السمنة الزائدة وما قد تسببه من مضاعفات صحية من شأنها أن ترهق الأوعية الدموية أو تكون خثرات دموية، ولقد أشارت دراسة إلى أن 3% ممن تعرضوا للجلطات في فئة 15 – 34 عاماً في سنة 1995 كانت لديهم سمنة زائدة، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 9% مع حلول عام 2007.
قد تتسبب العوامل التالية بالجلطات والسكتات عند الشباب:
عيوب خلقية في القلب
جروح في الأوعية الدموية في الرقبة قد تسببها صدمات أو حركات بسيطة للغاية في الرقبة. الأمر الذي دفع جمعية القلب الأمريكية لإطلاق تحذير رسمي طالباً انتباه الأفراد إلى حركات الرقبة اليومية على بساطتها، ومع أنه لا توجد بعد دراسات مؤكدة تدعم الرابط بين الحركات الخاطئة للرقبة والجلطات أو السكتات، إلا أن الجمعية الأمريكية للقلب أصدرت هذا التحذير ريثما تظهر إحصائيات وأرقام تؤكده أو تنفيه.
أمور تدعو للقلق!
غالباً سيتجاهل الأطباء والمصابين سوية الأعراض، مستبعدين احتمال حدوث جلطة أو سكتة في هذا السن الصغير، ما يمنع تداركها مبكراً.
بينما تشير الإحصائيات بشكل واضح إلى ارتفاع الإصابة بالسكتات والجلطات بين من هم في فئة الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، تبقى أسباب حصولها عند من هم أصغر مثيرة للحيرة، ففي بعض الحالات لم يكن هناك أي عامل من عوامل الخطر ومسبباته المحتملة المذكورة سابقاً، وكان السبب الوحيد الذي رجحه الأطباء هو صدمات صغيرة قد تصيب الرقبة مثلاً مسببة نشأة ما يسمى بالدمعة الصغيرة (Tiny Tear)، التي تتطور فيما بعد لتسبب خثرة دموية أو إرهاق أحد الأوعية الدموية لينفجر في وقت لاحق مسبباً نزيفاً داخلياً.
عدم التوصل إلى سبب واضح لحدوث الجلطات والسكتات عند الشباب، ففي دراسة تم إجراؤها حديثاً على مرضى من 15 مدينة أوروبية، وجد أنه وفي ثلث حالات المصابين بالجلطات من الشباب، لم يتم التعرف على سبب واضح لما حدث!
هل يمكن عكس تأثير الجلطة أو السكتة؟
في أحيان كثيرة يمكن ذلك إذا ما تمت معالجتها خلال 4.5 ساعات من وقت حدوثها، وإذا كان الشخص المصاب بها صغيراً في السن فإن احتمال شفائه منها إذا ما تم تداركها في هذه الفترة الحرجة يزداد عنه إذا ما حدثت في أشخاص أكبر سناً.
ما هي أكثر أنواع الجلطات والسكتات شيوعاً بين الشباب؟
تشير الإحصائيات إلى زيادة هائلة في عدد حالات السكتة الدماغية بين من هم دون 50 عاماً. ولكن هذا لا يعني أنها أصبحت مرضاً خاصاً بالشباب، فلا زالت أكثر شيوعاً بين كبار السن.
وتحدث السكتة الدماغية نتيجة خثرة دموية في الدماغ، لتبدأ الخلايا الدماغية التي حرمتها الخثرة من الحصول على كفايتها من الأوكسجين والتغذية بالموت واحدة تلو الأخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل عمل أجزاء الجسم التي تتحكم بها الخلايا الميتة، لذا قد يفقد المصاب قدرته على النطق أو تحريك قدميه أو يديه أو غيرها.
الحياة بعد الجلطة أو السكتة
قد يحتاج المصابة إلى البدء من جديد ليتعلم القيام بأمور بسيطة كانت روتينية في حياته، مثل:
قد يفقد المصاب القدرة على التواصل مع ذاكرته قصيرة الأمد نتيجة تضرر جزء معين من الدماغ، لذا يعمد بعض المصابين إلى البدء في بناء قوائم تذكرهم بما عليهم فعله وقوله، وقد يفقد المصاب قدرته على التركيز.
قد يصبح المريض عاجزاً عن المشي أو استخدام كلتا اليدين.
قد تصبح الحركات البسيطة اليومية صعبة عليه مثل: ارتداء الملابس، تقطيع حبة فاكهة، ارتداء الجوارب.
قد يصبح المصاب عصبياً، وقد يدخل في فترة اكتئاب.
التغييرات الحاصلة لا تشمل فقط المصاب بل عائلته بكاملها أيضاً، خاصة إذا كان الشخص المصاب أحد الوالدين.
رغم أن الجلطات والسكتات عند الشباب أكثر قابلية للشفاء منها عندما تحدث في كبار السن، إلا أن تأثيرها على حياتهم قد يكون صعباً. وعلى الرغم من شح الدراسات التي تناولت تأثير الجلطات على المدى الطويل على الأشخاص الأصغر سناً، إلا أن دراسة تم نشرها حديثاً في مجلة جمعية القلب الأمريكية أشارت إلى أنه من بين كل 8 أشخاص يصابون بجلطة، فإن 1 منهم يبقى معتمداً على الآخرين في حياته اليومية ولمدى الحياة.