اراء و أفكـار

هيلاري إذا فازت

في خطابها يوم الجمعة الفائت الذي قبلت فيه ترشيح الحزب الديمقراطي لها لمنصب الرئاسة، أعلنت هيلاري كلينتون التزامها المطلق بأمن «إسرائيل»، من دون أن تشير على الإطلاق إلى السياسات «الإسرائيلية» المعادية للسلام، والرافضة لكل الحلول التي يمكن أن توفر الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، أو إلى سياسة الاستيطان والتهويد التي تقوم بها حكومة الكيان..
يوم كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، وأثناء زيارتها للكيان الصهيوني أواخر عام 2012، قالت هيلاري إن «التزام الولايات المتحدة بأمن «إسرائيل» صلب كالصخر ولا يتزحزح». وفي كلمتها أمام مؤتمر «الإيباك» الصهيوني في مارس/آذار الماضي، جددت هيلاري أوراق اعتمادها تجاه الكيان بأن أكدت التزامها ب«أمنه وتفوقه العسكري»، ودانت «الممارسات الفلسطينية» (!!).
إذاً، نحن أمام مرشحة محتملة للوصول إلى البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، محملة بالتأييد المطلق للكيان الصهيوني، ما يعني ألا أمل في تغيير الموقف الأمريكي أو تعديله.. وبالتالي لا أمل في الأفق بحل سياسي.. أو قيام دولة فلسطينية.
هذه هي حال كل الرؤساء الأمريكيين الذين يتسابقون في تقديم فروض الطاعة والولاء للكيان الصهيوني.. فالآتي أسوأ ممن سبقه.
هذا فيما له علاقة بقضية العرب المركزية، فلسطين. أما في القضايا الأخرى المحلية والدولية، فهي أكثر وضوحاً في مقارباتها السياسية، وأكثر اعتدالاً مما طرحه خصمها المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ففي خطابها تحدثت هيلاري عن ترامب، وأوحت بأنه متهور «ولا يؤتمن على الترسانة النووية»، جراء سياساته الاستفزازية تجاه الآخرين، كذلك ردت بحزم على دعوة ترامب لإقامة جدران مع جيران أمريكا، وأيضاً دعوته العنصرية المعادية للمسلمين بمنعهم من دخول أمريكا، بقولها «إنها لن تقوم ببناء جدران أمام المهاجرين بل ستقوم ببناء الاقتصاد الأمريكي، ولن تمنع أتباع أي دين من دخول الولايات المتحدة». هيلاري هنا تمد الجسور مع الآخرين ولا تقطعها كما ينوي ترامب. وفي هذا الإطار أكدت أهمية حلف الأطلسي وضرورة تعزيزه، كذلك أشارت إلى «استراتيجية للقضاء على «داعش»، لكنها اعترفت بأن الأمر لن يكون سهلاً لكننا سننتصر».
طبعاً هناك قضايا داخلية أمريكية لها علاقة بالسلاح واقتنائه، ومسألة عودة العنصرية، والفقر، ورفع الأجور، والحماية الاجتماعية، والنظام الصحي، والبطالة، وكلها تشكل برامج متعارضة بين المرشحَيْن الجمهوري والديمقراطي، ولكل منهما رؤية مختلفة في طريقة معالجتها، وهذا أمر منوط بالناخب الأمريكي الذي عليه أن يختار ما يناسبه.
في مجال المفاضلة الشاملة بين هيلاري وترامب، تبدو المرشحة الديمقراطية أفضل حظاً، لأنها أكثر دراية وخبرة بالشأن السياسي العام وفي العلاقات الدولية، وأكثر قدرة على الإقناع ببرنامج عملها، وأقل استفزازاً من ترامب.

نقلا عن الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً