الرياضة

قطبا مدريد يغلقان ملف النهائي الأوروبي وينظران إلى المستقبل

قطبا مدريد يغلقان ملف النهائي الأوروبي وينظران إلى المستقبل

بعد مشاعر متناقضة تماما عاشها مشجعو الريال وأتلتيكو في الساعات التالية للمواجهة بينهما في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، سيكون على الفريقين غلق ملف هذه المباراة سريعا والتحول إلى التفكير في المستقبل.

وتوج الريال مساء السبت بلقبه الحادي عشر في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال إثر فوزه 5 / 3 بركلات الترجيح على جاره ومنافسه العنيد أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية للبطولة بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 / 1.

وتباينت المشاعر بشكل هائل داخل العاصمة الأسبانية بعد هذه المباراة حيث سهر أنصار الريال حتى صباح اليوم للاحتفال بتتويج فريقهم مجددا على عرش القارة وبلوغه كأس العالم للأندية والمقرر إقامتها في اليابان خلال كانون أول/ديسمبر المقبل.

وفي المقابل، سادت حالة من الصمت والحزن والكآبة أنصار أتلتيكو بعدما أهدر الفريق فرصة العمر للتتويج بلقبه الأول في دوري الأبطال.

وسبق لأتلتيكو أن أهدر فرصة ذهبية قبل عامين بالخسارة أيضا أمام الريال 1 / 4 في نهائي البطولة عندما استقبلت شباك الفريق هدف التعادل من سيرخيو راموس في الثواني الأخيرة من المباراة ليدفع باللقاء إلى الوقت الإضافي الذي حسمه الريال وقتها بهذه النتيجة الكبيرة.

ولكن مباراة الأمس كانت بمثابة فرصة العمر لأتلتيكو في ظل توافر كل مقومات الفوز على الريال في ظل الإصابة التي عانى منها البرتغالي كريستيانو رونالدو ووضوح تأثره بهذه الإصابة رغم استمراره في الملعب حتى النهائية.

ومع انتهاء مباراة الأمس، وبعد احتفالات أنصار الريال على مدار الساعات التالية حتى صباح اليوم ، سيكون على لاعبي الفريق الالتفات سريعا للمستقبل حيث تنتظرهم مهمة صعبة للغاية مع المنتخب الأسباني في رحلة الدفاع عن لقب كأس الأمم الأوروبية في نسختها الجديدة (يورو 2016) التي تنطلق فعالياتها في فرنسا بعد أيام قليلة.

وبعد يورو 2016، سيكون على الريال أيضا العمل على استعادة لقب الدوري الأسباني في الموسم المقبل خاصة وأن اللقب غاب عن الريال منذ 2012 فيما توج برشلونة باللقب ثلاث مرات وأتلتيكو مرة واحدة منذ 2012.

ومن المؤكد أن فوز الفريق باللقب الأوروبي أمس، سيدعم استمرار الفرنسي زين الدين زيدان في منصب المدير الفني للفريق الموسم المقبل ليقود كتيبة النجوم في الفريق مثل كريستيانو رونالدو وجاريث بيل في رحلة البحث عن استعادة اللقب المحلي وكذلك محاولة الاحتفاظ باللقب القاري.

كما سيكون باستطاعة زيدان إنفاق عشرات الملايين من الدولارات على تدعيم صفوف الفريق بمزيد من النجوم خلال فترة الانتقالات هذا الصيف.

وقال زيدان: “أعتقد أنه يجب تهنئة كل من الفريقين (ريال مدريد وأتلتيكو) على ما قدمه من عمل”.

وقال سيرجيو راموس مدافع وقائد الريال إن تواضع زيدان الشديد في التعليق على إمكانياته كان مفاجأة كبيرة للصحفيين عندما سألوا النجم الفرنسي السابق عما قدمه لمنصب المدير الفني في الريال.

وأجاب زيدان بأنه قدم الإيجابية والعمل الجاد على عكس ما كان متوقعا من مدربين آخرين مثل البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الساق للفريق في رد على مثل هذه الاستفسارات.

وأشار زيدان إلى الهامش الهزيل للفوز في مباراة الأمس والتي حسمت بركلات الترجيح بفضل ضياع ركلة الترجيح التي سددها خوان فران حيث ارتدت من القائم الأيمن.

وقال زيدان: “كان من الممكن أن تسير المباراة في الاتجاه الآخر. أهنئ الفريقين كما أهنئ بشكل شخصي المدرب دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو. إنه مدرب رائع، وأظهر هذا على مدار الموسم”.

وفاجأ سيميوني الجميع برفضه إلقاء اللوم على الحظ العاثر في خسارة فريقه للقب أمس. وقال سيميوني إن فوز الريال يؤكد أنه كان الفريق الأفضل في هذه المباراة.

ولأنه لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، سيكون على أنصار أتلتيكو الاهتمام في الفترة المقبلة بمستقبل سيميوني مع الفريق لاسيما وأن المدرب الأرجنتيني رفض الارتباط بعقد طويل المدى مع أتلتيكو.

وحقق سيميوني إنجازات رائعة مع أتلتيكو على مدار السنوات القليلة الماضية حيث قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الأوروبي في 2012 وبلقب الدوري الأسباني في 2014 كما وصل معه إلى نهائي دوري الأبطال في 2014 و2016 .

والآن ، وبعد خسارة اللقب الأوروبي للمرة الثانية في غضون ثلاثة مواسم ، سيكون على سيميوني البحث عن تحد جديد له مع أتلتيكو.

واضطر أتلتيكو لبيع أبرز نجومه بشكل منتظم في السنوات الماضية كما أن النادي الذي يلعب دور الفريسة أكثر من دور النسر الجارح لا يكون جاذبا للنجوم الكبار وهي مشكلة يعاني منها أتلتيكو بشكل حقيقي.

ولكن سيميوني يتمتع بفائدة هائلة من كونه المدرب المهيمن في هذا النادي حيث يحظى بدعم الجميع من لاعبين ومسؤولين ومشجعين.

ورغم هذا، سيكون على سيميوني والنادي تحليل وتفسير ما حدث بشكل عقلاني بعد زوال آثار الصدمة عقب خسارة الفريق في النهائي وذلك للعمل على تفادي مثل هذه الصدمات في المستقبل حتى لا تؤدي بالفريق إلى حالة من الترنح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً