اراء و أفكـار

اليمن والمعركة ضد الإرهاب

تفتح المفاوضات اليمنية في الكويت نافذة أمل واسعة للتوصل إلى اتفاق يضع حداً لدوامة الدم والدمار، واستعادة الشرعية ودور اليمن العربي في محيطة الطبيعي، ووأد كل المخططات التي أرادت سوءاً به، وجره إلى مواقع تسيء إلى دوره وموقـــعه وتحويله إلى شوكة في خاصرة منطقة الخليج بما يهدد أمنها وسلامها.
الآمال معقودة على تعقل الأطراف اليمنية بالتوصل إلى اتفاق يضع اليمن على طريق الخلاص، من أجل طي صفحة سوداء، ومباشرة العمل على وضع أسس راسخة لنظام جديد يلبي طموحات الشعب اليمني ويوفر له كل مقومات الصمود والتوحد والحرية والديمقراطية ويطلق كل الطاقات من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب بدعم من أشقائه العرب، وهي مهمة ليست سهلة لكنها ممكنة إذا ما توفرت الإرادة.
ورغم أهمية وضرورة تحقيق هذا الهدف، إلا أن هناك هدفاً آخر لا يقل أهمية، وهو مواجهة خطر الإرهاب الذي تمكن من التسلل إلى بعض المناطق والسيطرة عليها وتحويلها إلى معقل للفكر الإرهابي التكفيري.
إن مواجهة التنظيمات الإرهابية، مثل «داعش» و«القاعدة في الجزيرة العربية» يجب أن تشكل أولوية لليمنيين وقوات التحالف العربي في المرحلة المقبلة، من أجل استكمال مرحلة التحرير، وتخليص اليمن ودول الخليج من بؤرة يشكل وجودها خطراً محدقاً قد لا يمكن محاصرته واجتثاثه إذا تم التهاون في التعامل معه أو اعتباره حالة طارئة أو عابرة.
إن قيام الجيش اليمني بطرد تنظيم «القاعدة» من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بدعم من قوات التحالف العربي قبل يومين، خطوة مهمة يجب أن تستكمل وتتواصل لتشمل كل مواقع تواجد هذا التنظيم الإرهابي في حضرموت وعدن وأبين وغيرها من المحافظات في إطار خطة متكاملة تستخدم فيها كل الإمكانات والقدرات للقضاء على الإرهاب وتخليص اليمن من شروره وخطره، وإذا ما تحققت هذه المهمة فإن دول الخليج يمكن أن تطمئن وتتخلص من هاجس يؤرقها..كذلك تكون قد أدت دوراً في المعركة الشاملة ضد الإرهاب في دول أخرى لا تزال تعاني من وجوده وخطره.
اليمن يخوض المعركة على أكثر من جبهة، معركة المفاوضات لتحقيق السلم الأهلي واستعادة الشرعية والحرية، وإطلاق معركة البناء وإعادة الإعمار بعد ذلك.. والمعركة ضد الإرهاب بكل مكوناته وتنظيماته، وهي معركة قد تكون أصعب وأخطر نظراً لما يمثله الإرهاب من خطر وجودي على اليمن وكل المنطقة.

نقلا عن “الخليج”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً