الغذاء قبل الدواء – حذارِ هذه الأغذية المضرّة بالدماغ
كي يتمتع الدماغ بصحة جيدة ويعمل بطريقة حسنة لا بد أن يتغذى بطريقة سليمة. وقد أكدت دراسات أهمية تغذية الدماغ وضرورة العناية به جيداً، خصوصاً تأمين متطلباته من العناصر الغذائية الأساسية التي تمكنه من القيام بمهماته على افضل وجه.
لا شك في أن هناك أغذية مهمة للمخ أكثر من غيرها، من أهمها السمك، والبيض، والمحار، والكاكاو، وبذور اليقطين، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والتوت الأزرق، والأفوكادو، والفواكه، والخضار، والشاي وغيرها.
في المقابل هناك أغذية تضر بالدماغ وتؤثر سلباً في الصحة العقلية والقدرات الدماغية عندما يتم استهلاكها في شكل روتيني منتظم، في ما يأتي أبرزها:
– المحليات الصناعية، وهي تسمم خلايا المخ، وتقود بها الى الهلاك، وبما أن خلايا المخ لا تتجدد يصبح الأمر كارثة، فتكون النتيجة الغباء الفعلي على القريب أو البعيد، إذ تتراجع قوة الذاكرة، وتقل القدرة على التركيز، وتبرز الصعوبات على صعيد النشاطات الحسابية والقدرات العقلية، وقد تنشأ أمراض عصبية تستعصي على العلاج.
– الوجبات السريعة، لفتت دراسات كثيرة الى خطر الوجبات السريعة على الصحة العامة والصحة الدماغية خصوصاً. وبينت دراسة حديثة أن هذه الوجبات تضعف معدل الاستيعاب، وتؤثر في مستوى الذكاء، وتجعل القدرات الادراكية أكثر بطئاً، ولا غرابة في ذلك إذ عرفنا أن الوجبات السريعة تفتقر الى العناصر الغذائية المفيدة لخلايا المخ، في حين أنها تضم مكونات تعمل على تغيير كيمياء المخ فتعرقل ارسال الإشارات العصبية.
– الإكثار من استهلاك المواد الدسمة المشبعة، وهي لا تقود الى زيادة الوزن وإلى الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية فحسب بل يمكنها أن تحدث دماراً في المخ لأنها تهاجم ما يسمى مناطق الاشتباكات العصبية في الدماغ ما يترتب عنه تغيرات في السلوك، وضعف مهارات التعلم، واضطرابات في الذاكرة، والشعور بالكسل والضيق والاكتئاب.
– الأغذية المصنعة، وهي تضم عادة كميات عالية من السكريات أو المحليات الصناعية، والعناصر الكيماوية، والمواد الحافظة، ومكسبات الطعم، والملونات، والإضافات، وكل هذه المكونات لا يسلم من شرها أي عضو من أعضاء الجسم بما فيها الدماغ. وتعتبر اللحوم المصنعة الأخطر على الإطلاق، لأنها لا تضر الكبار وحسب بل الأطفال أيضاً، وضرر هذه اللحوم لا يظهر بين ليلة وضحاها بل يتراكم يوماً بعد يوم الى أن يؤدي الى عواقب وخيمة بالنسبة الى الصحة الذهنية للأطفال فيعانون اضطرابات على صعيد الذاكرة وتأخراً في دروسهم.
– المبالغة في تناول سمك التونا، إن تناول هذا السمك مفيد للصحة القلبية والدماغية شرط استهلاكه بكميات متواضعة، أما المبالغة في أكله فتشكل خطراً على صحة الدماغ، ويعود السبب الى احتواء التونا على نسب عالية من عنصر الزئبق الذي يسمم الخلايا العصبية الدماغية.
خلاصة القول، من المهم جداً تناول الطعام بحكمة للحصول على أكبر قدر من الفائدة من غذائنا اليومي، الذي يجب أن يتضمن توليفة متنوعة من المجموعات الغذائية الرئيسة المفيدة للصحة البدنية والصحة العقلية، مع الحرص على أن تضم هذه التوليفة الفواكه والخضار، والمكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والبيض، مع الحذر كل الحذر من تلك الأغذية التي تحمل رياح الضرر لأعضاء الجسم خصوصاً للمخ.