اراء و أفكـار

بعض الغضب يا عرب

المقدسات العربية الإسلامية في خطر، إنها على وشك السقوط، هي قاب قوسين أو أدنى من أن نفقدها وتتحول إلى ذكرى في كتب التاريخ يقرأ عنها أحفادنا ويسألون: لماذا فرط الآباء بالمقدسات وأرض الأنبياء؟ وماذا أصابهم إذ قعدوا عن حمايتها والذود عنها وتركوها لقمة سائغة في أشداق الغول الصهيوني الذي يستبيح الأرض وما عليها ؟ ولماذا لم يجردوا سيوفهم حيث يجب أن تكون قاطعة بتارة؟ لماذا لم تهتز شعرة عربية والجنود الصهاينة وقطعان مستوطنيهم يدنسون قدس أقداس العرب والمسلمين وينتهكون حرمة أولى قبلتيهم.. ولم نسمع صرخات العرب والمسلمين تدوي من طنجة إلى جاكرتا تطالب بعمل يضع حداً لهذه الاستباحة؟
الأجيال العربية سوف تسأل كل هذه الأسئلة وغيرها حول ما أصاب الأمة من هوان إزاء أعز ما تملك، وأغلى ما تؤمن به من قيم وتعاليم تأتي مدينة القدس في صلبها، لأنها ليست ككل المدن.. هي مدينة متفردة تشكل حلقة وصل بين الأرض والسماء، فهي مدينة الأنبياء والرسل، وحجارتها تحمل بصمات رسولية، وأزقتها مضمخة بعبق الشهداء الذين دافعوا عن أسوارها وحرروها شبراً شبراً بعدما جاؤوها من كل حدب وصوب يلبون نداء الحق والواجب والدين.
في يوم من أيام أمجاد العرب صرخت امرأة «وامعتصماه» كي يخلصها من أيادي الروم، فلما علم المعتصم بأمرها سيَّر جيشاً جراراً إلى عمورية لإنقاذها، لأنه أبى أن تنتهك كرامة وشرف امرأة عربية واحدة ويلوذ بالصمت.
وها هم أهل القدس يصرخون لإنقاذ مدينتهم من جحافل شذاذ الآفاق المدججين بالحقد والعنصرية الذين ينتهكون أعز ما يملك العرب والمسلمون.. ولا من مجيب.. وكأن القدس مدينة سائبة لا تنتمي إليهم وليست جزءاً من إيمانهم وتاريخهم.
بيانات الشجب والإدانة تعبير عن عجز، لا تحرر شبراً ولا حجراً ولا تصد عدواناً ولا تجبر عدواً على التراجع عن غيه، بل تغريه للمضي في ما يريد.
القدس تضيع، وقد نستيقظ ذات صباح ولا نجد من مقدساتنا إلا الأطلال وبقايا أشياء.. وأهلها قد أنهكهم تعب المقاومة والصمود يقفون لوحدهم في الخندق الأخير.
.. ألا تستحق القدس بعض الغضب يا عرب؟

المصدر: الخليج الاماراتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً