اراء و أفكـار

رخصة دولية لقتل وإبادة الشعب السوري

داود البصري
فجأة, وعلى حين غرة,برز النفاق الغربي لدول الغرب الكواسر على حقيقته,وأكتشف الأوروبيون بعد أربعة أعوام من القتل المباشر والإبادة الممنهجة والتدمير الشامل ان هناك شعبا سورياً يبيده نظام سفاح مجرم أهوج رضع الجريمة والحقد كابرا عن كابر وورث عرش سلطوي إرهابي حافل بالجريمة والعار, ويشاركه في دعم الإجرام والإرهاب وممارسة القتل ثلة من المجرمين الطائفيين العراقيين ,و أفواج من الحرس الثوري الإرهابي الإيراني تساندهم عصابة”مافيوزية” روسية قذرة تتلاعب بدماء ومعاناة الشعب السوري.
فجأة وعلى حين غرة تذكرت الدوائر العنصرية الأوروبية ان هناك شعبا سوريا حمل منذ أكثر من أربعة أعوام راية الحرية وهو يدعو للإنعتاق ورفض الظلم ومعاملة الشعب بإنسانية ويهتف بسقوط الاستبداد وحكم الفرد والعشيرة الذهبية!, أين كان العالم الغربي طيلة هذه السنوات العجاف من معاناة السوريين الأحرار?وهل غمضت عيونه وكاميراته عن حملات الإبادة الجماعية وعن البراميل القذرة,وعن جثث آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الذين جرفتهم آلة الموت الأسدية القذرة؟
أين كان ضمير العالم ودموع إنجيلا ميركل أو تأوهات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أو إبتسامات, باراك أوباما حين إستعمل بشار الأسد السلاح الكيمياوي بشكل مباشر في الغوطتين صيف عام 2013? هل كان الضمير الغربي والأوروبي وقتذاك يتمتع بالإجازة الصيفية ثم صحا فجأة وتذكر أن هناك ديكتاتوراً أعوج وأهوج يمارس بسادية القتل المتوحش؟
وماهو الحل السهل لإنقاذ الشعب السوري؟
هل يكون عبر تهجيره من أرضه وزرعه في أراضي الآخرين وتحويل القضية وتحريفها من قضية حرية وإنعتاق وإسترداد للكرامة الطنية السورية إلى قضية لاجئين ومشردين يبحثون عن المأوى والمأكل والملبس ومخيمات اللجوء الذليلة؟
وهل القضية السورية التي هي قضية صراع دولي وإقليمي على مستقبل الشرق بأسره يمكن اختصارها واختزالها بقضية لاجئين ومتسولين؟
وهل تطفيش الشعب السوري وإخراجه من دياره وتقليل الضغوط الداخلية على بشار الأسد هو الحل العبقري الغربي المنافق للمأساة السورية؟
النظام السوري لاتحرك جلده الغليظ والمتورط والمنغمس في الجريمة حتى النخاع أي إدانات لفظية عابرة وهو مستعد لحرق السوريين ليبقى وحيدا متربعا على عرش الجماجم الحقير?
هل تمت, دوليا وغربيا, إجراءات توجيه الإتهام للنظام السوري بالمسؤولية عن إبادة جماعية للجنس البشري? وهل تمت مقاضاته دوليا وعزله ونبذه? أم أن الأمم المتحدة لازالت تعتبره نظاما شرعيا مع أن البيت الأبيض مافتأ يكرر القول ان نظام الأسد فقد الشرعية! ولكن ذلك مجرد كلام في كلام لم يترجم أبدا لواقع ملموس?
مايحدث حاليا من هوجة دولية وذرف لدموع التماسيح من قبل الغرب الكاسر أو الفاتيكان الحنون جدا جدا ,ماهو إلا لعبة دنيئة وعرض سيرك بهلواني لنفاق الدول الكواسر التي تقتل القتيل وتمشي في جنازته , فبدلا من مهرجان الدموع وتظاهرات محطات القطار وتوزيع الأكل والبطانيات وكراتين الطعام على الشعب السوري فإن الحل النهائي أبسط من ذلك بكثير, ولن يكلف خزينة الغرب المنافق شيء ويتمثل في التطوع لحماية الشعب السوري من غارات براميل النظام القذرة وصواريخه المجرمة وميليشياته الطائفية الحقيرة عبر إنشاء منطقة آمنة في العمق السوري لمنع طيران النظام المجرم وكذلك تسليح المعارضة السورية الحرة بأسلحة نوعية ستقلب موازين الصراع?
أما ما يحصل حاليا من “لطميات “و تظاهرات ومظاهر نفاق واضحة فلا تمثل في حقيقتها إلا إصدار إذن مفتوح بالقتل للنظام السوري المستمر في قتل شعبه وإبادة المدن الثائرة والمنتفضة فيما العالم يغض السمع والبصر عما يدور من جرائم إرهابية سلطوية قذرة?
فهل بتهجير السوريين وتحويلهم لقوافل لا تنتهي من اللاجئين يكمن الحل العادل لمأساة الشعب السوري?, أم أنها أجندة خبيثة تتغطى بعطف غربي منافق نعلم كنهه وطبيعته!
المهم إن المجتمع الدولي أصدر قرار الإبادة الشاملة للشعب السوري وكلف النظام المجرم بتنفيذ المهمة بأسرع وقت حتى يتم استيعاب كل اللاجئين!
إنها المهزلة الإنسانية الكبرى في زمن العولمة الكونية العظمى!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً