اراء و أفكـار

(مودة) المطارات في المحافظات

ماجد زيدان
جميع المحافظات تخطط او انها باشرت بانشاء مطارات في اطار الرقعة الجغرافية في حمى لم تشهد لها البلاد مثيلاً , وكأنها الحل لمشاكل ابناء هذه المحافظات الاقتصادية والاجتماعية ونهاية تخلفها في تقليد لبعضها البعض من دون دراية كافية .
تفتقد هذه الموجة لانشاء المطارات لدراسة الجدوى الاقتصادية بل ان بعضها بعثرة للموارد ويأتي انشاؤها على حساب ما تمس الحاجة اليه لسكان هذه المناطق.
فقد اعلنت محافظة بابل عن انشاء مطار بكلفة اولية تبلغ 20 مليار دينار فليس هناك اسباب موجبة تنعكس على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في دلالة على تقدير سيئ للاولويات واهميتها في تنمية المحافظة ومدنها .. فالمطار الدولي في بغداد والذي لايعمل بكامل طاقته يبعد حوالي نصف ساعة عن مركز مدينة الحلة لا اكثر ومطار النجف حوالي الساعة ونصف الساعة وهناك مطار اخر قريب قيد الانشاء والدراسة وهو مطار الفرات الاوسط .
سكان بعض المناطق في العاصمة تحتاج الى ساعتين كي يصلوا الى المطار , فيما الحلة وديالى هي الاقرب اليه .. لو كان هناك اقتصاديون جادون يقدرون الحاجات ذات الاهمية للناس والمؤثرة في تطوير حياتهم والانتقال بها من حال الى حال لأنفقوا هذه المبالغ على سكك الحديد مثلاً وربطوا المحافظة ببقية المحافظات بشبكة حديثة ذات مردود اقتصادي واجتماعي اكثر من انشاء مطار لايستقبل سوى بضعة طائرات لاتتجاوز اصابع اليدين يومياً..
ان توظيف هذه المبالغ الضخمة يؤثر على ميزانية المحافظة وعلى الخدمات التي تقدم للمواطنين ، الاولى بهذا الرأسمال تطوير وتحديث المشاريع القديمة واعادة تأهيلها بدلاً بقاء الاف العوائل تتظاهر للمطالبة برواتبها كما يمكن بناء مشاريع سياحية دينية واثارية تدر دخلاً وتوفر فرص عمل لابنائها العاطلين عن العمل وخريجي جامعاتها الذين يعملون اعمالا هامشية واعانتهم على اقامة مشاريع تنقذهم مما هم فيه .
ان هذه المحاقظات التي تلهث وراء المشاريع الاستهلاكية والاستعراضية من الواضح انها تفتقد للكفاءات الاقتصادية في ادارتها ولاتستعين بذوي الخبرة والاختصاص والدراسات الجادة والرصينة لبناء اقتصاديات مدنها التي فيها مواد اولية لصناعات كثيرة يمكن ان تسهم في الدخل الوطني على صعيد البلاد كلها.
طبعا هناك الكثير من الامثلة ومما يشار اليه للنهوض الاقتصادي والتنمية التي تجعل من هذه المحافظات ذات اكتفاء ذاتي على درجة كبيرة وتعظم مواردها وثرواتها وتكون مثالاً يحتذى.
صحيح ان الادارة لامركزية الآن ، ولكن لابد من طرق وسبل للنصح والارشاد وايقاف تبذير المال العام من السلطات الاتحادية فمثل هذا التفكير يعكس عدم نضج في التخطيط الاستراتيجي والتنمية الاقتصادية .
كما انه على القوى السياسية الواعية في المحافظات التي تنتهج سلوكيات لانفع ومردود منها على تحسين احوال الناس في المدى المتوسط ان تبذل جهدها وتقف ضد هذه المشاريع وتحشد الناس لايقافها قبل ان تقع الفأس بالرأس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً