اراء و أفكـار

مؤتمر ميونخ

محمد جبير
بعد عدة مؤتمرات عقدت بين بغداد وجدة وباريس لمواجهة الارهاب العالمي متمثلا بعصابات “داعش” الارهابية، ضيفت ميونخ هذا الاسبوع مؤتمرا لمناقشة سبل مواجهة الارهاب الداعشي الذي بدأ يهدد اوروبا ودولا اجنبية اخرى ممن خرج منها العديد من الارهابين الاجانب الذين يخجل الاعلام الغربي بأن يطلق صفة الارهابيين عليهم وانما يسميهم بـ”المقاتلين الاجانب” وهو تضليل اعلامي ليس بعده من تضليل.
لقد نبه العراق مرارا وتكرارا الى مخاطر تقديم التسهيلات لهؤلاء الارهابيين المتوحشين وأكد بأن خطرهم في المستقبل القريب سوف يرتد على الدول الحاضنة لهم بصفة مواطنين، وذلك بعد ان يهزموا في العراق شر هزيمة على ايدي الجيش القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر الغيارى.
وهو الامر الذي اكده رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي في احد لقاءاته السياسية التي عقدها على هامش هذا المؤتمر حيث قال: ان “هزيمة داعش اكيدة في
العراق”.
هذا القول التوكيدي للعبادي لم يأت عن فراغ وإنما بني في ضوء المعطيات الواقعية لسير المعارك على الارض وما لاقاه ويلاقيه “داعش” من هزائم كبيرة مخلفا وراءه عشرات القتلى من ارهابييه الذين امتلأت بهم ارض المعركة؛ وهو اكبر دليل على هزيمة هذه العصابات الارهابية في ارض العراق وطردهم من المدن التي اغتصبوها في غفلة من الزمن وعاثوا فيها فسادا وخرابا.
ولم يعد النصر على الارهاب العالمي بالبعيد وانما ينظر اليه قادة التغيير في العراق بأنه قريب جدا، لذلك يواصلون اللقاءات بشكل متواصل على اعلى المستويات وبالتنسيق بين المركز والاقليم لوضع اللمسات الاخيرة لتحرير الموصل بعد ان وضعت خطة تحرير صلاح الدين موضع التنفيذ وبعد ان اكتمل تحرير محافظة ديالى وتطهيرها من عصابات “داعش”.
وكان اللقاء التشاوري بين العبادي وبارزاني في ميونخ خطوة متقدمة في هذا الاتجاه لاسيما ان قوات البيشمركة قد ألحقت هزائم كبيرة بالدواعش في مناطق سنجار والقرى المحيطة بها وهي اليوم تستعد للمعركة الفاصلة المتمثلة بتحرير الموصل حيث ستكون الموصل في النهاية مقبرة “الدواعش” بعد ان اغلقت القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر في الانبار كل المنافذ على هذه العصابات الاجرامية.
واذا كان هذا ما يحدث على مستوى جبهات القتال والساحة الدولية، فان الحكومة العراقية، حكومة الوحدة الوطنية، اتخذت خطوات اجرائية متقدمة على طريق تنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي بين الشركاء في العملية السياسية وهي خطوة اساسية في ترصين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهد العراقي باتجاه طرد الارهاب من العراق واستنهاض همم البناء والتقدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً