اراء و أفكـار

من ( يحاكم ) المالكي !

خالد القره غولي*

( حرب وأزمة الانبار ) كانت آخر طلقة في جعبة دولة رئيس الوزراء العراقي السابق ( المالكي ) قبل نهاية حكمة والتي انطلقت في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر قبل نهاية عام
(2014 ) ، لم تحقق إي تقدم حقيقي على صعيد وقف إعمال العنف التي حصدت أرواح الالاف من العراقيين لحد هذه اللحظة.

ودفعت الكثير منهم للهروب والهجرة والنزوح الى مناطق آمنة في داخل العراق وخارجه لاكثر من مليون ونصف مواطن , وإذا حققت تقدما طفيفا على صعيد شعبيته أمام ( ملالي طهران ) لأعادته لتسنم منصب فضائي ( نائب رئيس الجمهورية ) ، فان الهجمات تضاعفت وتعددت في جميع بقاع الارض في العراق حتى وصلت أطراف مدن دول الجوار لان الذين يقفون خلفها انسحبوا إليها , والنار الى اشعلها ( دولة الرئيس السابق ) في ثوب الانبار قد وصلت الى جميع المدن العراقية بدون استثناء ، وهذا ما تفسره المجازر واغتيالات والتفجيرات والتهجير … وهدم البيوت والمباني وفقدان البنى التحية وفقدان الحياة المدنية , السيد المالكي سابقا ترأس حكومتين مهلهلتين ما بين اعوام ( 2006 – 2014 ) ، عاشت تلك الحكومتين عزلة غير مسبوقة ولم تحظى بأي تأييد حقيقي في أوساط اقرب الحلفاء إليها خلال ثمانية سنوات ، فنصف وزرائها السابقين عل مدى دورتين إما مهمشين رسميا أو مقاطعين لأسباب متعددة ، قوة السيد المالكي كانت تتجسد في ضعفه ، وعدم وجود إي بديل مناسب أو حتى غير مناسب له ، وهذا هو سبب الارتباك الأمريكي تجاهه ، وخرج بعض قادة الأمريكان اليوم بتصريحات علنية قال فيها إن التقدم السياسي في العراق خلال (11) سنوات الماضية مخيب للآمال ، وان الدعم الأمريكي لحكومة العراق ليس صكا على بياض ، ولكن هؤلاء جميعا لا يملكون غير الكلام وترديد ما يردده معظم المراقبين ، ويبدون عاجزين تماما عن فعل إي شيء , العملية السياسية الحالية التي جاءت بحكومة المالكي الطائفية ، وهم أيضا الذين يديرون شؤون بلادهم , فالديمقراطية المزعومة باتت مرتبطة في أذهانهم بالخديعة وانعدام الأمن ، وتصاعد إعمال العنف والإرهاب ، والحرب الأهلية الطائفية والتطهير العرقي ، والميليشيات الدموية ، وفرق الموت ، والتعذيب والبطالة وملايين الشهداء والهجرة منذ قدوم قوات الاحتلال الأمريكي , العراقيون في الماضي كانوا ينخدعون بكلمة ( الديمقراطية ) والانتخابات العامة الحرة ، التي أدمن المسؤولون الأمريكيون ترديدها ، لأنهم اعتقدوا أنها ستجلب لهم الأمان والرخاء ، ولكن بعد إن شاهدوا ما حل في بلادهم من خراب وتمزيق بسب ( الدستور ) الديمقراطي ، وبعد أن رأوا الساسة الفاسدين الذين أنجبتهم الانتخابات وعمليات النهب العلنية التي مارسوها لثروات البلاد واصبح العراق اليوم وبدون حسد يتربع على عرش الدول ( الاكثر فساداً ) في العالم حسب أخر احصائية عالمية ، كفروا بهذا المصطلح ، وباتوا يحنون ، أو معظمهم إلى أيام ( الدكتاتورية ) ، فلماذا يتشرد خمسة ملايين عراقي نصفهم لجأ إلى الى دول الجوار ويعيشون في ظروف صعبة ومؤلمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً