اخبار العرب والعالم

تصاعد الضغوط الدولية ضد جماعة الحوثي

الحوثي

صنعاء – ما تزال الأزمة اليمنية تراوح مكانها في ظل تعنت الحوثيين ورفضهم لكل مقترحات التهدئة ما يهدد بتفجر الوضع في البلاد الذي يعاني منذ2011 من حالة عدم استقرار وفوضى رغم محاولات الرئيس عبدربه منصور هادي وضع البلاد على سكة الاصلاحات.
كشفت مصادر مطلعة  أن الاجتماع الذي عقدة الرئيس هادي أمس السبت مع قيادات الدولة وأعضاء مجلسي النواب والشورى أفضى إلى منح اللجنة الرئاسية مهلة أربعة أيام للخروج باتفاق مع الحوثيين يجنب صنعاء خطر المواجهات العسكرية.

وشهد الاجتماع حسب ذات المصادر هجوما عنيفا من قبل الرئيس هادي على الحوثيين، متهما إياهم بالمزايدة وافتعال الحروب.

وألمح الرئيس اليمني خلال الاجتماع إلى وجود علاقة خفيّة بين الحوثيين والقاعدة، قائلا إن الجيش كلما خاض معركة مع القاعدة في إحدى مناطق اليمن إلا ويفجر الحوثيون حرباً في منطقة أخرى الأمر الذي يتسبب في تشتيت جهود الجيش اليمني المنهك أصلا.

كما عقد الرئيس هادي عقب لقائه التشاوري اجتماعاً مع اللجنة الأمنية والعسكرية العليا، وهو ما اعتبره محللون استعدادا لخيارات الحرب التي قد يشعل جذوتها الحوثيون في حال رفضهم لكل الحلول المطروحة.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بيانا رئاسياً شديد اللهجة ضد الحوثيين اتهمهم فيه بمحاولة إفشال التسوية السياسية في اليمن.

وطالب البيان جماعة الحوثي بسحب قواتها من مدينة عمران وإعادتها إلى سيطرة الحكومة ووقف كافة الأعمال العدائية المسلحة في منطقة الجوف إضافة إلى إزالة كافة المخيمات ونقاط التفتيش التي أقامها منتسبوها في صنعاء وضواحيها.

وهدد المجلس بفرض تدابير عقابية ضد الحوثيين في حال استمرارهم في تهديد الحكومة كما سمى بيان المجلس القائد العسكري للجماعة المسلحة أبو علي الحاكم كأحد المتسببين في انتشار الصراع في شمال اليمن.

من جهته قال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير مارك ليال غرانت إنه يشعر بالقلق إزاء الأنباء المتعلقة بتحالف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مع جماعة الحوثيين وهو الأمر الذي أشارت إليه صحيفة العرب في تقارير سابقة.

مجلس الأمن الدولي يهدد بفرض تدابير عقابية ضد الحوثيين في حال استمرارهم في تهديد الحكومة
وأضاف رئيس مجلس الأمن في حديث لوسائل الإعلام -عقب انتهاء جلسة مشاورات عقدها المجلس حول اليمن-أن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تنظر حاليا فيما يمكن اتخاذه من تدابير إزاء ذلك التحالف.

ووأشار غرانت إلى أن “هناك أيضا تقارير تشير بحصول جماعة الحوثي على أسلحة وعتاد من الخارج ونحن في المجلس هنا لا نريد لأي دولة أن تقوم بتشجيع أي جماعة داخل اليمن وجميع أعضاء المجلس متحدون في موقفهم إزاء ما يحدث في اليمن”.

وعلى صعيد العاصفة الدبلوماسية التي جوبهت بها مغامرات الجماعة، قال مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي أن المملكة العربية السعودية أدركت خطر الحركة الحوثية وتهديدها منذ فترة طويلة موضحاً إلى أنها تمثل مشروعاً ظلامياً متخلفاً لا يمكن أن يسهم في بناء دولة حديثة.

واعتبر السفير أن الحركة الحوثية تحاول أن تفرض بقوة السلاح وبقوة الإرهاب ما تسعى إليه في اليمن وهذا أمر لا يمكن أن يسمح له بأن يتم.

وأضاف السفير المعلمي في مقابلة تلفزيونية عقب صدور بيان مجلس الأمن: “الوضع في هذا البلد جدّ حساس وخطير لأنه يأتي في خضم تجربة سياسية نجحت اليمن فيها إلى حدٍ كبير في استقطاب كل القوى والتفافها حول المبادرة الخليجية التي تقدم بها مجلس التعاون”.

وأرجع المعلمي سبب صدور البيان الرئاسي القوي من مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن إلى إدراك المجتمع الدولي لخطورة الوضع في اليمن وحساسيته معتبراً البيان الصادر خطوة في الاتجاه الصحيح.

وأضاف: “لا بد أن تتبع هذه الخطوة خطوات محددة لوضع الحوثيين في مكانهم الصحيح ومحاولة احتواء هذا التهديد لصنعاء وللحكومة القائمة في اليمن”.

شجبت وزارة الخارجية الأميركية تصرفات الحوثيين بقيادة عبدالملك الحوثي
كما كشف السفير المعلمي أن مجلس الأمن بصدد استكمال إجراءات اللجنة التي كلفت بمهمة دراسة المعرقلين في اليمن وتقديم تقارير بشأنهم وأن لجنة العقوبات بصدد زيارة المملكة وعدد من دول المنطقة في سياق استكمال تقريرها عن المعرقلين للتسوية السياسية في اليمن والذين ستشملهم العقوبات الدولية تحت الفصل السابع.

وفي ذات السياق شجبت وزارة الخارجية الأميركية “تصرفات الحوثيين بقيادة عبدالملك الحوثي ومن يؤيّدونه” واعتبر بيان صادر عن الخارجية الأميركية أن تصرفات الحوثيين تمسّ باستقرار اليمن ووصفت هذه التصرفات بأنها “استفزازية وعدائية وتسبب اضطراباً”.

كما استنكر البيان “إنشاء المخيمات المسلحة في صنعاء وما حولها وكذلك السيطرة غير الشرعية على عمران”.

ومن جهتها رحبت بريطانيا بالبيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن التوتر في شمال اليمن

واعتبر وزير شؤون الشرق الأوسط بالمملكة المتحدة توباياس إلوود أنه “يجب عدم السماح لأفعال الحوثيين وغيرهم بأن تقوّض عملية الانتقال السياسي التي ستؤدي لمستقبل أفضل لجميع اليمنيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً