اراء و أفكـار

همداني محل سليماني في العراق

عصام فاهم العامري*

آخر التطورات التي جاءتْ من طهران ان الجنرال قاسم سليماني ابعد عن ملف العراق وأنيط الملف بالجنرال حسين همداني، ويأتي هذا التطور مباشرة بعد تكليف حيدر العبادي وابعاد نوري المالكي عن الولاية الثالثة، فهل من علاقة ما بين الأمرين؟

ليس من المؤكد ان العلاقة قائمة، ربما لا يعدو ابعاد سليماني والاتيان بهمداني كونها ترتيبات داخل الحرس الثوري، لا سيما وان سليماني تم إمساكه وحده بسوريا. لكن الواضح ان هزيمة الجيش العراقي امام عناصر داعش في الموصل وفي مدن اخرى مثل فشلا كبيرا للمالكي، ومن ثم بالتتابع فشلا لسليماني الذي يعتبر في اوساط المراقبين رمزاً للتسلط الأمني والعسكري على العراق؛ وتلاعب طوال عقد من الزمن بمقدرات السياسة الداخلية فيه. وبالتالي الفشل الذي لحق المالكي لا حق سليماني؛ خصوصا وان الرجلين لم يستطيعا ان يستعيدا زمام المبادرة، وان المرجعية العليا في النجف هي من مسكت زمام المبادرة لوقف تمدد الفشل على اسوار بغداد. كما انه في المعلومات ان ترتيبات ادارة الحكم في العراق لم تكن مطابقة للتفضيلات الايرانية، فانتخاب الرئيس فؤاد معصوم لم يكن على الهوى الايراني، فطهران لم تكن تريده وترغب بالاتيان ببرهم صالح ولم يخطر على بالها ان يكون معصوم هو من ينتخب ليكون رئيسا،، وباتت تشعر بقلق ازاء انتخابه لما يتميز به من استقلالية ووطنية تقدم المصلحة العراقية على مصالح اصحاب الكلمة العليا في عراق ما بعد 2003. كما ان تكليف العبادي كان هو الاخر يتعارض مع التفضيلات الايرانية التي كانت تطرح اسماء بدلاء للمالكي ليس من بينها العبادي، بل وانه عندما طرح اسمه قبل عدة اسابيع من تكليفه استبعد ايرانيا. ولكن في كل الاحوال ليست هذه التطورات تعني بالضرورة افول التسلط الايراني في العراق، اذ يقول الخبراء في الشؤون الايرانية ان الملف العسكري للجنرال همداني الحافل قد جعله الخيار الأمثل لدى مرشد الثورة آية الله خامنئي لادارة العمليات العسكرية في العراق مقابل استلام سليماني لسوريا حصرا؛ فهو من مؤسسي الحرس الثوري في محافظة همدان في العام 1980؛ وأحد أبرز الضباط الذين نجوا خلال الحرب الإيرانية – العراقية، وكان من القادة العسكريين لمنطقة ‘بازي دراز” في الجبهة الغربية، وحتى العام 2009، كان مساعداً لـ(الشيخ حسين طائب) قائد قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) لكنه سرعان ما كوفئ وتمت ترقيته إلى قائد حرس طهران بعد قمعه الاحتجاجات الشعبية. ومع اندلاع الثورة السورية في العام 2011، ارسل كنائب لسليماني من أجل الإشراف على الدفاع عن العاصمة دمشق مركز قيادة بشار الأسد وأنقذ حكمه من السقوط في العام 2012. وصرح في أيار من هذا العام عن تكوين 42 لواء و138 كتيبة في سوريا تقاتل لصالح بشار الأسد، زاعماً أنها تتكون من عناصر “علوية وسنية وشيعية تحت شعار حزب الله السوري”. ومن المتوقع في العراق، سينكب همداني على تنفيذ الاستراتيجية الإيرانية المقبلة حيث تقضي مهمته الجديدة تنظيم قوات تعبئة عسكرية شيعية موازية تضم في صفوفها الميليشيات الشيعية الموجودة الان في العراق لقتال داعش وحواضنها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً