ثقافة وفن

البهرزي: رحل فؤاد سالم …مغبونا مظلوما من وطنه واهله

ابراهيم البهرزي
بغداد-“ساحات التحرير”
كتب الشاعر ابراهيم البهرزي في صفحته على “الفيسبوك” كلمة مؤثرة عن المطرب العراقي الكبير فؤاد سالم الذي رحل اليوم بدمشق:
رحل فؤاد سالم …مغبونا مظلوما من وطنه واهله كعادة كل المبدعين الشرفاء
وكعادتنا نحن العراقيين ,هذه العادة السامة , لا تفيض مشاعرنا الا لحظة الموت , لحظة انقطاع الاخر عن الزهو بهذه المشاعر …
كان الرجل مريضا لعشر سنوات خلت , وفي السنين الثلاثة الاخيرة حيث تكالب عليه المرض , ظل ضجيع مشافي دمشق , دمشق الوجيعة هي الاخرى ببلواءها …
فؤاد سالم بالنسبة لكل اطياف العراقيين كان اقرب للمشاعر والقلوب من رئيسهم جلال الطالباني (وهي حقيقة اجتماعية مثلما ان عمو بابا وكامل الدباغ ومؤيد البدري مثلا هم اقرب لقلوب العراقيين من كل ساستهم مجتمعين , حاكمين ومعارضين )…
طائرة خاصة حملت الرئيس الطالباني منذ عام ولم يزل (!!) يعالج في مشفى خاص بالمانيا ..من ميزانية شعب لم يرَ منه بهجة َ اغنية حتّى !
لم يكن مرض المبدع فؤاد سالم مستعصيا (مرض القلب صار مثل الانفلونزا علاجا في مشافي الدول المتقدمة ) ..ومع ذلك ظلت صوره الجارحة لاي شعور وهو مسجى على سرير بمشفى في دمشق لا تحرك فعلا لا عند الحاكم ولا عند المؤسسة الثقافية بكل تشكيلاتها المتعاوية الان …
رحل فؤاد سالم ..ورحلت معه انّات وآهات اجيال من العشاق الذين تربوا عشقا وهياما على سحر اغانيه …فلا عشق ولا يعشقون بعد في بلاد العتمة والكآبة والكارثة ..
رحل فؤاد سالم …المطرب الوحيد في العراق الذي لم يقايض هيلمان الطرب بعفاف الفكر …وظل مطربا عاطفيا ويساريا !!…سابقة عراقية فعلا !
لك الخلود في قلوب العاشقين …والعار كل العار لبلد ما انصفك, حاكما اسفل من حاكم يتوالى عليه, بعبوسه وخلقته الكالحة وانت تصعد فقيرا بما ملكت َ من مشاعر العاشقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً