كيف تعثر تاجر نفط عملاق في عراق مابعد الحرب

بقلم كرستيان بيرت هلسين و اندي هوفمان – Christian Berthelsen and Andy Hoffman
14 نوفمبر 2018
تزعم شركة جنفور Group Ltd Gunvor ” هنالك عدد قليل جدا من البراميل , انفاق الملايين من الدولارات بشكل منحرف
يقول الاخوان brothers الذي لديهم علاقات مع العراق : انهم يلتزمون بشروط العقد ويحترمونه

خلاف يقدم لمحة نادرة عن عالم تداول الطاقة الغامض ومخاطر الصفقات في عراق مابعد 2003 :
الخلاف بين شركة جنفور المتحدة والاخوان Bothers في خصوص صفقات النفط والوقود حيث تحولت الشراكة الى دعاوي قضائية في المحاكم كل ضد الاخر في علم المال والا عمال

لقد كانت فرصة غير عادية لتصدير زيت الوقود العراقي قبل سنتين مضت والتي بدت وكانها صانع اموال كبيرة لشركة جنفور المتحدة Group Ltd Gunvorحيث بدأ صاحب شركة Torbjorn Tornqvist بارسال ملايين الدولارات الى الاخوان brothers كانا قد التقاهما قبل 11 يوم في وقت مبكر ولكن في غضون عام تحولت هذه الشراكة الى الشك والمرارة واخيرا دعوى قضائية .
وقد انفقت الشركة السويسرية 120 مليون دولار على الصفقة وفقا للدعوى الامريكية التي رفعت في تموز وادعت شركة جنفور Gunvor بان الاخوان Brothers قد قدمو وثائق مزورة وكذبو بما يتعلق في الوصول الى انتاج المصافي وقامو باختلاس الاموال وصرفها للترفيه والسفر مما ادى الى خسائر بقيمة 33 مليون دولار
ويقول الاخوان brothers بان العقود قانونية ومشروعة وتم احترام الشروط وقبولها وكانت شركة جنفور على
علم بالمخاطر .
ان الخلاف يقدم لمحة نادرة في عالم تداول الطاقة الغامض ومخاطر صفقات الملاحة في عراق مابعد الحرب حتى لو كان تاجر السلع والبضائع من ذوي الخبرة مثل شركة جنفور الذي تداولت العام الماضي مايعادل 2ز7 مليون برميل نفط في اليوم وحصلت على 63 مليون دولار من الايرادات .
ويقول جان فرانسوا لامبرت وهو مسؤول سابق في شركة HSBc Holdings Pic المتعلقة بالسلع : هذا هو الغرب المتوحش او يجب ان اقول الشرق المتوحش وهو يعمل حاليا كمستشار للشركة وقد حاولت مؤسسة Trading Houses وهي مؤسسة تجارية القيام باعمال تجارية تتعلق بالاسكان والبيوت في العراق ولست منأكدا من نجاح العديد منها
وقد لايكون احد التفسيرات الكاملة معروفا بشكل عام حول الخطأ الذي حدث بين جنفور والتي مقرها جنيف والاخوان Brothers ولورنس وارمان كايابليان وفي هذا الصدد فان القاضي الاتحادي اصدر حكمه في 19 اكتوبر القاضي بان عقدهم يتطلب تسوية النزاع في تحكيم سري خاص ورفض القضية .

صفقة سريعة
ان ماهو جلي ان شركة جنفور تحركت سريعا لتوقيع الصفقة مع رجلين تعرفت عليهما بصعوبة . وبينما كانت شركة TRADING HOUSE قد قامت ببعض الاعمال في العراق , الا ان الدعوى تظهر بان الشركة قد قبلت تأكيدات وووثائق كانت قد قدمتها شركة كايابليان Kayablians .
وقال سيث بيتراس Seth Pietras, المتحدث بأسم الشركة في بيان ان خسائر تاجر السلع السويسري كانت ضئيلة نسبيا . وقال : ان شركة جانفور اقامت دعوى قضائية لان السلوك المخادع يجب متابعته وتعقبه بقوة وقال بيتراس انه مع توجه النزاع نحو التحكيم فان الشركة واثقة للغاية من موقفها .
وفي رد عبر البريد الالكتروني على سؤال من مؤسسة بلومبرج الاعلامية Bloomberg المتخصة بالمال والمعلومات التي قدمه محاموهم , قالو ان الاخوان brothers لم يطالبو من الحكومة العراقية بشئ اكثر من ما كتب وورد في العقد والتي لدى شركة جنفور نسخة منه منذ بداية المفاوضات وان االصفقة مثبتة في العقد .

ومن السهل معرفة السبب الذي دفع شركة جنفور في البداية الى استغلال الفرصة وانجذابها لها حيث ان العراق يمتلك ثالث اكبر احتياطي نفطي في الشرق الاوسط وبعد الغزو الامريكي عام 2003 , تضررت الابار والمصافي وبدأت البلاد في الانتعاش وزادت الانتاج الى اكثر من الضعف منذ عام 2010 حيث وصل الانتاج الى 4.6 مليون برميل في اليوم .
ومع ذالك , فان الانتعاش كان فوضويا وصناعة النفط بعد الحرب كانت صعبة وشاقة على الاجانب في اختراقها . استغرق الامر سنوات لاخراج المليشيات الاسلامية من مساحات شاسعة من العراق . لاتزال البلاد فاسدة بشكل سئ وواحدة من اكثر دول العالم عنفا .
والعودة الى عام 2016 , ارتفعت اسعار النفط من ادنى مستوى لها منذ 12 عاما عندما وصل محامي من جنيف الى جانفور مع معلومة : ان هنالك شركة صغيرة تدعى شركة الصناعات “اميرة” يديرها الكيابليان , كانت لديها اتصالات في العراق وهي على استعداد لبيع زيت الوقود – النفط المنتج والمستخدم في محركات السفن ومحطات الطاقة .
في ذالك الوقت , كانت عائدات جانفور منخفضة وان شركة Trading house ,ltd – وهي رابع اكبر شركة مستقلة لتداول الطاقة في سويسرا , لاتزال تتعافى من اعادة هيكلة كبرى .
شراء شريك
وقبل عامين كان على شركة Tornquivst ان تتعهد بشراء الشريك جينادي تيمشينكو بمبلغ 1 بليون دولار . وكانت القلة الروسية القريبة من فلادمير بوتين وشركة جنفور قد انقسمو في ساعات قبل ادراج تيمشينكو Timchenko فى القائمة السوداء في النظام المالي الامريكي . باعت الشركة الاصول واتبعت ترتيبات التمويل واجراءاتها بل طرحت نفسها على المنافسين .
ووفقا لقضية جنفور , فان اي صفقة لتأمين الامدادات العراقية ستكون مربحة . لذالك كانت الشركة متحمسة لمقابلة الاخوان . وقال كايابليانز من خلال محاميهم انهم ولدو في ا فيرفاكس بولاية فرجينيا ونشأ معظمهم في بغداد ويعملون في العراق لاكثر من عقد من الزمان .
مع الاتصالات الصحيحة , ومع المعلومات الدقيقة يمكنك الوصول الى مصدر التوريد والتجهيز الذي قد لاينافسه منافسوك قال لامبرت , مستشار السلع , ” مع التجار انك تحتاج الى التحرك بسرعة ” .

ومن بين الشركات التي يديرها الكيابيلين , اميرة , التي سميت باسم العمة التي قامت بتربية افرادها وفرعها في شركة علئلية تاسست في الستينات من القرن الماضي . حيث قامت بتصنييع سخانات المياه ومبردات الهواء وبعض منتجات الصلب كما قال محاموهم عبر البريد الاكتوني , وان الاخوان brothers غادرو العراق عام 1991 وعادو عام 2003 رغم ان معظمهم يعيش في بيروت .
بدا لورنس كايابليان , البالغ من العمر 44 عاما , نشاطه في قطاع النفط في عام 1991 وصدرت عائلته المواد البترو كيمياوية وساعدت بعض الشركات الغربية على ترتيب صفقات نفطية في العراق وفقا لما جاء في البريد الاكتروني للمحاميين .

اللقاء الاول
عندما التقى Tomqvist بالاخوان brothers في جنيف في الاول من ابريل 2016 كان كيابليان Kayablians كانو عبارة عن افراد مجهولين يبحثون عن شريك غني بالنقد والمال لتمويل عمليات شراء وقود النفط للتصدير وفقا لما جاء في الدعوى القضائية . ووافقت الشركة على مقابلة الاخوان لانهم كانو كانوا ممثلين من قبل سمسار من بنك الاستثمار في لندن , هانام وشركاؤه ال ال بي LLP الذين قدمو المقدمة الاولية حسبما ورد في الدعوى وقد رفض كل من هانام وشركاءه التعليق.
وفي 12 ابريل دفعت شركة جانفور مبلغ قدره 3 مليون دولار الى اميرة لشراء الوقود من مصفاه الدورة التي تديرها الحكومة جنوبي بغداد . وخلال السنة التالية ارسل جنفور مبالغ نقدية اكبر على الرغم من الاحباط المتزايد بشأن ماوصفته بتأخير كبير , واقل من التسليمات الموعودة ونقص المعلومات وفقا لما جاء في الدعوى ,
وقالت شركة جانفور ان الوثائق التي قدمتها اميرة مزيفة وغير صحيحة . واصبح من الواضح ايضا بعد مناقشات مع موظفين في شركة اميرة في العراق انه لم يكن هنالك طريقة تمكن الكيابليانيين من الوصول الى كمية الوقود التي يزعمونها , لان 60% من انتاج مصفى الدورة تم بيعه الى الحكومة العراقية وان البقية عرضت في مناقصات الى المشترين الخصوصيين مثل كايبليان هذا مازعمته الدعوى .
اتأخير الباهض والمكلف
في اول عملية تحيل وشحن حصلت شركة جنفور على 50000 طن متري اي ما يعادل نصف 90000 الى 100000 طن الذي وعد به الاخوان brothers وفقا لما جاء في الدعوى القضائية . اما ناقلة النفط كيب تالين Cape Tallin التي استاجرتها شركة جانفور لنقل الوقود الى اسواق التصدير , فزعم انها جلست شهور في الميناء في انتظار التحميل وارتفاع التكاليق والتاخير المماثل الذي حدث مع الشحنات المتاخرة
وقال الكيابليان , عبر البريد الاكتروني لمحاميهم ان صفقة شراء النفط العراقي كانت مشروعة وقد تمت صياغة اتفاق البيع في الغالب من قبل شركة جنفور ويحدد العقد ان الكميات القابلة للشحن قد تتغير هذه هي الاحداث العادية المتعلقة بتوافر زيت الوقود والتي تقلبت على اساس العرض والطلب كما قالو .
كما زعمت شركة جانفور بان اميرة لم تقدم اي محاسبة كاملة عن كيفية انفاق المال . وهنالك وثيقة واحدة قدمها الاخوان للشركة في حزيران 2017 حددت 1.1 مليون دولار للتسلية و 1.2 مليون دولار للرحلات و 1.5 مليون دولار لرسوم التجديد و 1.9 مليون دولار لمصاريف المكتب الرئيسي و 4.5 مليون دولار لما وصفته اميرة وهو الاشراف وفقا لما جاء في الدعوى.
وقال الكيالبيانس ان العقد بالاضافة الى تحديد مشتريات زيت الوقود فانه يجيز الانفاق على التكاليف اللوجستية ابتداءا من الضرائب الى نقل المنتج بالشاحنات من المصفاة الى الميناء .
وقالو : ان شركة جنفور كان لها رؤية في الصفقة باكملها من وجهة نظر مالية , او انهم لم يواصلو الصفقة لاكثر من عام واحد .