العراق  يشكل حكومة  – الامر يستحق الانتظار

يبدو ان الانتخابات في مايس قد تبدو سيئة – ولكن الحكومة الجديدة جيدة كما كان يمكن ان تكون

بقلم

كينيث ايم بولاك

لقد تشكلت الخطوط العريضة للحكومة العراقية الجديدة  بعد مايقرب من اربعة اشهر بعد تنافس انتخابي .

لدى العراقيين الكثير من التفاؤل . ففي يوم الثلاثاء انتخبت الاحزاب الكردية العراقية برهم صالح ليصبح الرئيس الجديد للعراق  .وفورا قام برهم صالح بتسمية السياسي الشيعي المخضرم عادل عبد المهدي ليخدم كرئيس للوزراء ويشكل الحكومة .

ان السيد صالح هو قائد ديناميكي مبدع ذو عقلية  اصلاحية . وكسياسي  كان يروج للديمقراطية   والنزاهة والفرص الاقتصادية .وان السيد مهدي هو رجل دولة رصين برغماتي (عملي) ومعتدل  يحظى باحترام كبير كل عراقي  – وهو عمل نادر في بلد ممزق  . وربما كان جدير بالثناء من قبل  المنافسين جميعا على حد سواء . فاز السيد صالح على منافسه السيد فؤاد معصوم  وهو معروف بحكمته والقدرة على ايجاد تسويات وحلول وسط . وفي نهاية المطاف تم اختيار السيد مهدي تفضيلا على السيد مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية الاختصاصي والمهني الذي كان تعينه في هذاالمنصب الحساس من اشد المواقف اللامعة لولاية حيدر العبادي كرئيس للوزراء .

وبالنظر الى مدى سوء الانتخابات التي جرت في العراق والتي تفيد بانه قد شابها  تفشي الاحتيال والتزوير والبرلمان المفتت , فان النتيجة النهائية يجب ان توفر الامل لمستقبل العراق . ان الحكومة التي يقودها السيد صالح والسيد مهدي ورئيس البرلمان السني محمد الحلبوسي هي ربما افضل مما كان يمكن ان  يتصوره احد  في ماايس .

وبينما  الحكومة الجديدة مازالت تتلقى التشجيع الا انها لاتزال تواجه مجموعتين من المشاكل التي قد تكون مميتة ’

وبالرغم ان  من الحكومات العراقية حسنة النية مثل حكومة العبادي الا انها لم تستطيع معالجة هذه المشاكل بسبب طبيعتها الذاتية ومنذ الغزو فان العراق كان تحت قيادة  حكومات وحدة وطنية شاملة بشكل كبير .لقد قامت الاحزاب بتقسيم الوزارات بينها ومن ثم استخدمتها كنظام محاباة ومحسوبية  من اجل توزيع ثروة نفط البلاد . ليس لدى مؤيديهم اي حافز للعمل , ناهيك عن تغيير النظام او تحسينه .وينتفع كل حزب بصورة مباشرة من هذه الترتيبات وهكذا  لا يوجد   واحد  منهم يميل الى اصلاح النظام  .بل انهم يحاربون اي مسعى وجهود ضد الفساد .وانه  يمكن فقط لرئيس وزراء قوي قادر على ان يتجاوز   الاحزاب   ان تكون له فرصة في اجراء اصلاح حقيقى  ولكن كااسلافه فان السيد مهدي هو نتاج  توافق .  انه بالتاكيد سيقود حكومة  وحدة وطنية . لن يستفيد اي حزب من دعم رئيس الوزراء الذي يحاول دعم الاصلاح الحقيقي , وسيحرص السياسين مجددا على حماية شبكات المحسوبية التي يمنحونها لدعم  الحكومة الجديدة .

المشكلة الثانية ايران – او بتحديد اكثر  سياسة ادارة ترامب في ايران . ان نهج واشنطن الجديد  يضع ويمارس ضغطا اقتصاديا ثقيلا على طهران . ومع ذالك , فان الادارة الامريكية اغفلت الى حد كبير ان العراق فة المتنفس الذي تتنفس ايران من خلاله .وكلكا زاد الضغط الاقتصادي على ايران كلما احتاجت ايران العراق بصوررة اكثر للتجارة  والى تهريب وصرف العملة الصعبة بصورة غير مشروعة .

هذا هو السبب لماذا طهران   تريد بغداد ضعيفة ينخرها الفساد . وان حكومة اصلاحية قوية يمكن ان تغلق وتنهي  التلاعب الايراني  . ولهذا السبب ايضا يجب ان تتضمن سياسة الضغط على ايران جهودا متضافرة لتعزيز العراق .

ولكن ادارة ترامب رفضت بشدة لسد التسرب العراقي في سياسة ايران . مالذي يتطلبه الامر ؟

-للابقاء على 5000-10000 جندي من القطعات الامريكية في العراق لطمانة العراقيين بانه لايمكن لاحد (  -ويشمل ذالك الحكومة الاتحادية العراقية وقوات الحشد الشعيبي المدعومة من ايران )  ان يستخدم العنف من اجل احراز تقدم في الاجندة السياسية

وتقديم التزام كبير من المساعدات الاقتصادية ويفضل ان يكون من مليار دولار الى 2 مليار دولار سنويا لمدة خمس سنوات  وقد وضعت تحت تصرف رئيس الوزراء وهذه المعونة ستساعد على التحايل والتغلب  على خمول البيروقراطية في العراق والفساد بينما تمكنه من بناء الدعم من خلال تحقيق فوائد اقتصادية مشروعة .

-العمل مع بغداد لتحديد المشاريع المتميزة والمنفردة  التي يمكن ان تكمل على مدى العامين المقبلين لمعالجة المظالم الشعبية .ون المهم جدا ان نبرهن للشعب العراقي  بان الحكومة الجديدة تتفهم  بؤسهم وشقائهم  وهي تعمل على تحسين معيشتهم وحياتهم . تلك هي الطريقة الوحيدة لاقناع ناخبي الحكومة بانها تستحق المزيد من الوقت لاجراء اصلاحات اعمق لكي تتحول  بيروقراطية العراق واقتصاده نحو الاحسن .

ومنذ الغزو عام 2003 , استطاعت الولايات المتحدة الامريكية مرارا وتكرارا ان تحقق انتصارات عسكرية – ثم القت بها بعيدا عن طريق الاخفاق في توفير الدعم السياسي والاقتصادي اللازم لمعالجة مشكلات السلام . العراق يقف على حافة الهاوية مرة اخرى .والعجيب فان عمليته السياسية قد انتجت قيادة التي تحاول ان تتحرك بالبلاد الى الاتجاه الصحيح . ان هذا يمكن ان يكون الافضل والفرصة الاخيرة  لانقاذ العراق – وانقاذ الولايات المتحدة من تدخل  باهض الثمن  اخر .ولكن العراقيين لايستطيعيون عمله بدون مساعدة الولايات المتحدة .

السيد بولاك هو باحث مقيم في المهد المؤسساتي الامريكي