تصاعد أزمة تأشيرات بعثة إيران بين واشنطن وفيفا قبل قرعة كأس العالم 2026
تتّجه أزمة تأشيرات بعثة المنتخب الإيراني إلى منحى دبلوماسي متصاعد، بعد أن كشفت وسائل إعلام دولية عن تطور جديد في تعامل «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)» مع قضية رفض السلطات الأميركية منح تأشيرات دخول لعدد من أعضاء البعثة الإيرانية، بينهم مدرب المنتخب أمير غالينوي، ورئيس الاتحاد مهدي تاج، وعدد من المرافقين.
وجاء هذا التطور، وفق ما ذكرته وكالة «وانا» الإيرانية، في ظلّ حرص «فيفا» على معالجة الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية واللوجيستية، من دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الحكومة الأميركية، بما يضمن مشاركة جميع المنتخبات في الفعاليات التحضيرية لـ«كأس العالم 2026» دون أي تمييز.
وذكرت وكالة «طهران» أنّ وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت على لسان وزيرها، عباس عراقجي، أنها تتابع القضية مع «فيفا» لإصدار التأشيرات المطلوبة، مؤكدة أن طهران تعدّ ما حدث تسييساً مرفوضاً لكرة القدم. وقال عراقجي، خلال مشاركته في حفل تكريم أسطورة نادي بيرسبوليس حسين كلاني، إن وزارته تجري اتصالات مكثّفة لضمان مشاركة ممثلي الاتحاد الإيراني في حفل القرعة المقرر خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مضيفاً أن كرة القدم يجب أن تبقى جسراً بين الشعوب لا أداة تمييز.
وتابعت الوكالة أن رئيس «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)»، جياني إنفانتينو، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، يحاول تجنب الإحراج السياسي مع طهران، في وقت يستمر فيه الغضب الشعبي والإعلامي من قرار واشنطن. وانتشرت على المنصات العالمية انتقادات حادة واتهامات للولايات المتحدة و«فيفا» بازدواجية المعايير، خصوصاً بعدما سمحت بمشاركة دول متورطة في نزاعات مسلحة ومنعت في المقابل حضور بعثة إيران لأسباب وُصفت بأنها سياسية.
وكانت وسائل إعلام عدة، بينها «إنسايد وورلد فوتبول» و«بي بي سي – فارسي»، قد كشفت عن أنّ 9 من مسؤولي «الاتحاد الإيراني» لم يحصلوا على تأشيرات لحضور مراسم القرعة في واشنطن رغم محاولات الوساطة من مهدي تاج، رئيس «الاتحاد الآسيوي» نائب رئيس «فيفا»، الذي اشتكى مباشرة إلى إنفانتينو. وأشارت صحيفة «طهران تايمز» إلى أن إنفانتينو وعد في وقت سابق بالسعي إلى معالجة الأزمة سريعاً، بينما أضافت تقارير أخرى أن وزارة الخارجية الأميركية ما زالت تدرس استثناءات رياضية محتملة وفق قانون يسمح بدخول الرياضيين والأجهزة الفنية لأغراض المنافسات الدولية الكبرى.
يُذكر أن الولايات المتحدة، إلى جانب كندا والمكسيك، ستستضيف «كأس العالم 2026»، في وقت تتواصل فيه انتقادات القيود المفروضة على دخول مواطني 12 دولة، بينها إيران، رغم أن اللوائح السابقة نصّت على استثناء الفرق المشاركة.