اخبار العرب والعالم

3 عوائق أمام خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

 

بعد ساعات من كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة «تاريخية» بشأن غزة، حظيت بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبقى هناك حالة من عدم اليقين حول ما إذا كانت الخطة سترى النور أم لا.

وتشمل بنود الخطة شروطاً يصعب على حركة «حماس» قبولها، كما انتقدها الوزير اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، ويبدو أن لدى رئيس الوزراء أيضاً بعض التحفظات على بنود بعينها.

أما أبرز العقبات المحتملة فهي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، على النحو التالي:

«حماس»

غداة إعلان الخطة المؤلفة من 20 بنداً، لم يصدر عن «حماس» أي تعليق علني، لكن مسؤولاً فلسطينياً مطلعاً أكد أن الحركة بدأت، الثلاثاء، بدراستها، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق «عدة أيام».

وشدّد المسؤول على أن «حماس» «حريصة على إنجاز اتفاق شامل لوقف الحرب والعدوان بما يضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع، وينهي الحصار المفروض منذ 2007 (على قطاع غزة) وإعادة إعمار القطاع».

لكن الرئيس الأميركي حذّر الحركة، الثلاثاء، من أن أمامها «ثلاثة أو أربعة أيام» للرد على الخطة، كما توعدها بمصير قاتم إذا رفضتها.

ولا تتضمن الخطة الأميركية جدولاً زمنياً لانسحاب إسرائيل، لكنها تنص على أن تكون غزة منزوعة السلاح، وهو أمر لطالما رفضته الحركة.

 

أعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة 30 سبتمبر 2025 (إ.ب.أ)

 

ويقول هيو لوفات، الباحث البارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «إذا كانت هذه الخطة أساساً للمفاوضات، فقد ترد (حماس) بشكل إيجابي، لكن إذا كان المطلوب أن تأخذها أو ترفضها، فسيكون الأمر إشكالياً؛ لأن (حماس) لا يمكنها قبول شيء بهذه الدرجة من الغموض».

ويضيف: «(حماس) وافقت بالفعل على إنهاء حكمها في غزة، وقبلت بالدخول في عملية تسليم تدريجي للأسلحة الهجومية، لذا فهي مستعدة إلى حد كبير لقبول كثير من بنود هذه الخطة، لكن هناك العديد من النقاط التي تحتاج إلى توضيح».

الثلاثاء، أكد عضو المكتب السياسي في «حماس»، حسام بدران، موقف الحركة الذي يضمن «حقنا في المقاومة ضد الاحتلال (وهو) حق مشروع ويتوافق مع كافة القوانين الدولية».

أما المحلل السياسي إياد القرا، من غزة، فيرى أن قضية نزع «حماس» سلاحها «أمر يصعب على (حماس) اتخاذ قرار في شأنه، السلاح في غزة بدائي ومحلي وخفيف وليس هجومياً ثقيلاً كما يعتقد البعض».

ويضيف: «إذا رفضت (حماس) الخطة فسوف يبدو للعالم أن (حماس) هي التي تعطل وتدمر السلم الدولي، لكن إن وافقت عليها بشكلها الحالي فهذا يعني أنها سوف تعطي شرعية لتدمير المقاومة وإنهائها».

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن 29 سبتمبر 2025 (رويترز)

 

نتنياهو

رغم دعمه لخطة السلام التي أعلنها ترمب، يبدو أن أحد بنودها الرئيسية قد يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتشمل الخطة انسحاباً تدريجياً لإسرائيل من قطاع غزة. وفي بيان مصور نُشر الثلاثاء، قال نتنياهو إن الجيش «سيبقى في معظم قطاع غزة».

وعن هذا التناقض عند نتنياهو، تقول أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس غاييل نتلشير، إن «نتنياهو يتحدث بصوتين».

وتوضح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «أحدهما يتحدث به للعالم، والآخر يتحدث به لقاعدته الانتخابية في اليمين الإسرائيلي».

الاثنين، وفي أثناء الإعلان عن الخطة، ترك نتنياهو الباب مفتوحاً لتنفيذ عمليات عسكرية في حال رفضت «حماس» الخطة.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب: «إذا رفضت (حماس) خطتكم، سيادة الرئيس، أو إذا قبلتها ظاهرياً وقامت بكل شيء لمعارضتها، فإسرائيل ستكمل المهمة بنفسها».

وترى تالشير أن نتنياهو يعتمد على أن تقول «حماس»: «لا» للاتفاق، أو «نعم ولكن»، وتضع شروطاً يمكن لإسرائيل رفضها، ثم تبرير الانسحاب من الصفقة.

ولطالما اتهم منتقدو نتنياهو في إسرائيل وعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، رئيس الوزراء بتعطيل جولات من مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة وإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية شخصية.

 

صورة أرشيفية لوزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (د.ب.أ)

 

اليمين الإسرائيلي المتطرف

تعتمد حكومة نتنياهو التي تعدّ من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، على دعم وزراء يمينيين متطرفين يرفضون إنهاء الحرب بشكل قاطع ما لم يتم هزيمة «حماس».

وانتقد وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، الخطة، واعتبر أنها «فشل دبلوماسي مدوٍّ».

وحول موقف اليمين المتطرف في إسرائيل، تقول تالشير: «جميعهم يأملون أن تقول (حماس): لا، وأن تستمر الحرب على غزة».

وتضيف: «إذا قالت (حماس): نعم، فلن يكون لدى نتنياهو حكومة».

ويرفض الوزراء اليمنيون في ائتلاف نتنياهو بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً، وهو أمر تركت له الخطة الأميركية المعلنة مجالاً.

وبحسب تالشير، «من وجهة نظر اليمين في إسرائيل، ما فعله نتنياهو أمس لا يختلف عن التوقيع على رؤية حل الدولتين… لذا فهو في موقف صعب للغاية من وجهة نظر اليمين الإسرائيلي».

ويعدّ أمر إقامة دولة فلسطينية بالنسبة لرئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دغان «خطاً أحمر».

ويقول عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «مهمة هذا الجيل تكمن في ضمان وجود الدولة من خلال تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والأراضي».

ويشير دغان إلى مخطط إسرائيل المثير للجدل لضم الضفة الغربية المحتلة، والذي يلقى دعماً واسعاً في صفوف اليمين المتطرف.

وجدد نتنياهو، الثلاثاء، في بيان مصوّر عبر منصة «تلغرام»، معارضته لإقامة دولة فلسطينية، وقال إنها لم تندرج في خطة السلام التي طرحها ترامب.

مقالات ذات صلة