اخبار العرب والعالم

طهران تلوم مطالب الغرب على “فشل التسوية”

 

ألقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، باللوم على «الطموحات المفرطة» للولايات المتحدة، و«تواطؤ» القوى الأوروبية، في فشل التوصل إلى تسوية كانت لتمنع إعادة تفعيل العقوبات الأممية التي دخلت حيّز التنفيذ السبت الماضي.

وأبلغ عراقجي وسائل إعلام إيرانية أن زيارته إلى نيويورك خلال أعمال الجمعية العامة الأسبوع الماضي، شهدت تبادل رسائل مع واشنطن، بشكل مباشر وأيضاً عبر وسطاء، دون أن تُفضي هذه الجهود إلى نتائج ملموسة.

وأعادت الأمم المتحدة فرض حظر على الأسلحة وعقوبات أخرى بين عامي 2006 و2010 فرضت بين على إيران على خلفية برنامجها النووي، في أعقاب إطلاق قوى أوروبية عملية حذّرت طهران من ردٍّ قاسٍ عليها.

وأطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أغسطس (آب) الماضي، عملية لإعادة فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتهامات بانتهاك اتفاق عام 2015، الذي يهدف إلى منع طهران من صنع قنبلة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث، الأحد في بيان مشترك بعد انقضاء مهلة الثلاثين يوماً: «نحثّ إيران وجميع الدول على الالتزام التام بهذه القرارات».

وفشلت محاولات تأجيل عودة جميع العقوبات على إيران، وذلك على هامش الاجتماع السنوي لقادة العالم في الأمم المتحدة هذا الأسبوع.

ولفت عراقجي إلى أنه عرض مواقف طهران بشأن العقوبات على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأضاف أن الإجراء «سيواجه تحديات قانونية جديدة في مجلس الأمن»، مشدداً على أن روسيا والصين تتفقان مع إيران في أن تفعيل آلية العودة التلقائية للعقوبات «غير قانوني، ولا يستند إلى أساس شرعي».

وقال: «واجهنا محاولة لانتزاع تنازلات من إيران عبر شروط ومطالب غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، لكننا قدمنا مقترحاتنا المعقولة التي أقر الأوروبيون أنفسهم بأنها منطقية».

وتعهّد عراقجي باتخاذ كل ما يلزم للدفاع عن مصالح البلاد، وقال: «رغم عقد عدة اجتماعات مع الدول الأوروبية الثلاث، والأمين العام للأمم المتحدة، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم نصل إلى تسوية بسبب الطمع الأميركي المفرط والدعم الذي وفرته أوروبا لهذا النهج. نحن هنا لحماية مصالح الشعب الإيراني وحقوقه، وأي اتفاق لا يخدم هذه المصالح غير مقبول بالنسبة لنا».

 

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتوسط نائبيه في محادثات مع وزراء خارجية «الترويكا» الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (أرشيفية - الخارجية الإيرانية)

 

وأشار عراقجي إلى كواليس محادثاته مع الجانب الأمير: «لقد تبادلنا رسائل مع الأميركيين بشكل مباشر وغير مباشر، ونحن مرتاحو الضمير لأننا قمنا بكل ما يلزم، وثبت مجدداً ما قاله المرشد (علي خامنئي) بأن التفاوض مع الأميركيين هو طريق مسدود، وهذا ما ظهر جلياً في هذه المرحلة».

وأجرت طهران وإدارة دونالد ترمب 5 جوالات من المحادثات غير المباشرة بين أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضي بهدف التوصل لاتفاق نووي، وذلك في أعقاب عودة الرئيس الأميركي لاستراتيجية الضغط الأقصى، لكن المسار الدبلوماسي تعثّر بعد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، التي انضمت إليها الولايات المتحدة بضرب المنشآت الرئيسية في البرنامج النووي الإيراني.

وفي جزء من كلامه، دفع عراقجي باتجاه التقليل من العقوبات، قائلاً: «كانوا يتصورون أن بإمكانهم إخافتنا بـ(شبح سناب باك) لانتزاع التنازلات، لكن هذا لم ولن يحدث. الناس سيلاحظون أن العقوبات الاقتصادية لن تتجاوز ما فرضته الولايات المتحدة مسبقاً. قد تتم إضافة أو حذف بعض الأسماء من القوائم، لكنها تعديلات لا تأثير لها فعلياً. أما التأثير الحقيقي فهو سياسي واستراتيجي، وعلينا التعامل معه بجدية».

وبشأن ما ينتظر الملف الإيراني خلال الأيام المقبلة، أوضح عراقجي: «نواجه الآن ظروفاً جديدة على مستوى مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية. من وجهة نظرنا، لم يتوفر الإجماع القانوني اللازم لتفعيل آلية (سناب باك)، وهذا أيضاً موقف روسيا والصين».

أما عن السيناريوهات المتوقعة، فقال عراقجي إن طبيعة الردّ الإيراني وتداعيات إعادة العقوبات «في المجلس الأعلى للأمن القومي واللجنة النووية التابعة له، وسنتخذ القرارات بما يخدم مصلحة البلاد. أنا واثق بأن المجلس سيتخذ قرارات دقيقة ومدروسة».

مقالات ذات صلة