اخبار العرب والعالم

تحت ضغط أميركي.. سوريا وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى اتفاق أمني

 

ذكرت مصادر مطلعة أن سوريا تُسرع المحادثات مع إسرائيل، تحت ضغط أميركي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل في أن يؤدي إلى استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في الآونة الأخيرة، لكنه لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة.

وقالت أربعة مصادر لـ«رويترز»، إن واشنطن تضغط من أجل إحراز تقدم كافٍ بحلول الوقت الذي يجتمع فيه زعماء العالم في نيويورك نهاية الشهر، لحضور‭ ‬جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما سيتيح للرئيس الأميركي دونالد ترمب الإعلان عن تحقيق انفراجة.

وأضافت المصادر أن التوصل حتى إلى اتفاق متواضع يُعد إنجازاً، مشيرةً إلى الموقف الإسرائيلي المتشدد خلال المحادثات التي استمرت شهوراً، وإلى الموقف السوري الضعيف عقب أعمال العنف الطائفية في الجنوب، التي أثارت دعوات لتقسيم البلاد.

 

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يتابع كلام المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك خلال مؤتمر صحافي في دمشق الثلاثاء (إ.ف.ب)

 

وتحدثت «رويترز» إلى 9 مصادر مطلعة على المحادثات، وعلى عمليات إسرائيل في جنوب سوريا. وتضم المصادر مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين ومصدرين من المخابرات ومسؤولاً إسرائيلياً.

وأردفت المصادر تقول إن المقترح السوري يهدف إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي استولت عليها في الأشهر القليلة الماضية، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في هدنة عام 1974 كما كانت منزوعة السلاح، ووقف ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية وتوغلات برية في سوريا.

وذكرت المصادر، أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وقال مصدر سوري مطلع على موقف دمشق، إن هذه المسألة ستُترك «للمستقبل». وعلّق مصدر من تل أبيب، إن «إسرائيل لا تقدم الكثير».

 

أطفال سوريون يلهون بإطارات قديمة في بلدة دوما المتضررة من الحرب بريف دمشق (إ.ب)

 

ولم يرد مكتبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يقود المفاوضات، على أسئلة «رويترز».

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن «تواصل دعم أي جهود من شأنها تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين بين إسرائيل وسوريا وجيرانها». ولم يرد المسؤول على أسئلة عما إذا كانت الولايات المتحدة تريد الإعلان عن انفراجة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

دبابة مدمرة عقب اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وقبائل بدوية وقوات حكومية في مدينة السويداء 25 يوليو (رويترز)

 

في شأن متصل، أفاد مسؤول عسكري سوري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، بأن القوات السورية سحبت أسلحتها الثقيلة من جنوب البلاد، الذي تُطالب إسرائيل بجعله منزوع السلاح.

وقال المسؤول -الذي فضّل عدم كشف هويته- إن «القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري». وأوضح أن العملية «بدأت منذ شهرين»، أي عقب أعمال العنف التي شهدتها السويداء، وقامت خلالها إسرائيل باستهداف مقار رسمية في دمشق وآليات للقوات الحكومية بعد انتشارها في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

وأفاد مصدر دبلوماسي في دمشق بأن عملية سحب السلاح الثقيل شملت منطقة جنوب البلاد «وصولاً إلى نحو 10 كلم جنوب دمشق».

وشنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية في سوريا، مؤكدة أن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق. كما أعلنت مراراً تنفيذ عمليات برية وتوقيف مشتبه بهم بممارسة أنشطة «إرهابية» في الجنوب السوري.

 

منطقة فض الاشتباك في الجولان بين سوريا وإسرائيل (أرشيفية - رويترز)

 

وكان الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، قد قال للتلفزيون الرسمي، الأسبوع الماضي، إن دمشق تجري مفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه الدولة العبرية من المناطق التي احتلتها عقب إطاحة الأسد.

وقال الشرع في المقابلة: «نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش». وأضاف: «عدّت إسرائيل مع سقوط النظام أن سوريا خرجت من هذا الاتفاق»، في إشارة إلى اتفاق فضّ الاشتباك، وذلك «رغم أن سوريا من أول لحظة أبدت التزامها» به. وتابع: «الآن يجري التفاوض على الاتفاق الأمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر (كانون الأول)».

ولا تُقيم إسرائيل وسوريا علاقات دبلوماسية، ولا يزال البلدان في حالة حرب رسمياً منذ عام 1948. إلا أن الطرفين أجريا خلال الفترة الماضية لقاءات برعاية أميركية.

وفي أغسطس (آب)، أفاد الإعلام الرسمي السوري، بأن وزير الخارجية أسعد الشيباني التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باريس لمناقشة احتواء التصعيد في السويداء بعد أعمال العنف الدامية. وقال المصدر الدبلوماسي في دمشق، إن «لقاءً إسرائيلياً سورياً سوف يعقد في باكو 19 سبتمبر (أيلول)».

مقالات ذات صلة