باريس تدعم الشيباني .. مفاوضات غير مسبوقة مع إسرائيل
في تطور دبلوماسي غير مسبوق منذ ربع قرن، شهدت العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الثلاثاء ثاني لقاء رسمي بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وسط وساطة أميركية وحضور لافت للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك.
الاجتماع، الذي وصفه دبلوماسي فرنسي بأنه “خطوة جريئة نحو كسر الجليد”، ركّز بشكل أساسي على التوترات المتصاعدة في الجنوب السوري، وتحديدًا في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، والتي تشهد اضطرابات منذ منتصف يوليو الماضي.
باريس… بوابة الحوار
الدبلوماسي الفرنسي، المقرب من وزير الخارجية جان نويل بارو، كشف أن فرنسا لعبت دورًا محوريًا في تسهيل وصول الوزير السوري إلى أراضيها، رغم القيود الدولية المفروضة على سفر مسؤولين سوريين بارزين. وقال إن “باريس تؤمن بأن الحوار بين دمشق وتل أبيب هو مفتاح الاستقرار الإقليمي”، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تتماشى مع تعهدات فرنسا في مؤتمر نيويورك الأخير حول حل الدولتين.
وساطة أميركية… ولقاء روحي
اللافت أن الاجتماع لم يكن مجرد لقاء سياسي، بل سبقه لقاء بين المبعوث الأميركي والشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، ما يعكس البعد الطائفي والإنساني في المشهد المعقّد جنوب سوريا.
ماذا عن “قسد”؟
ورغم التكهنات حول مفاوضات موازية بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في باريس، رفض الدبلوماسي الفرنسي التعليق، لكنه لم ينفِ وجود وساطة فرنسية – أميركية في هذا الملف الحساس، الذي تعتبره باريس “عنصرًا جوهريًا في استقرار سوريا ومكافحة الإرهاب”.
لقاء باريس الثاني بين الشيباني وديرمر يعيد فتح أبواب كانت مغلقة منذ عقود، ويطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل العلاقات بين دمشق وتل أبيب… فهل نشهد قريبًا تحولات جذرية في خارطة الشرق الأوسط؟