اخبار العرب والعالم

بزشكيان يرد بسخرية على دعوة نتنياهو الإيرانيين للانتفاض على النظام


وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأربعاء انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي دعا الإيرانيين للانتفاض على حكومتهم بسبب أزمة الكهرباء والمياه.

ووجه نتنياهو رسالته للإيرانيين عبر الفيديو الثلاثاء بينما تعاني إيران من نقص حاد في المياه والكهرباء وسط موجات الحر.

كما جاءت بعد شهرين من حرب استمرت 12 يوما بين الخصمين اللدودين والتي بدأت بهجوم إسرائيلي غير مسبوق على البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية ومناطق سكنية.

وفي تصريحاته، دعا نتنياهو الإيرانيين إلى “المجازفة لنيل الحرية” و”النزول إلى الشارع” ومحاسبة الحكومة الإيرانية.

واقترح استقدام خبراء مياه إسرائيليين لتزويد طهران “بالتكنولوجيا والخبرة الفنية المتطورة”.

وفي منشور على موقع اكس، هاجم بزشكيان نتنياهو بشدة بقوله إن “النظام الذي حرم سكان غزة من الماء والغذاء يريد أن يجلب المياه للشعب الإيراني؟ يا للسخرية!”.

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن المجاعة آخذة في الانتشار في قطاع غزة في ظل القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات.

وأثارت صور الأطفال الفلسطينيين المرضى والهزيلين غضبا كبيرا في العالم، لكن إسرائيل ما زالت تنفي ذلك.

وتخوض إسرائيل حربا شرسة ومدمرة في قطاع غزة ضد حركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023. ولنتنياهو سجل حافل في نشر مقاطع فيديو مماثلة موجهة لإيران.

وتأتي تصريحات بزشكيان في سياق يرفض فيه النظام الإيراني أي محاولات إسرائيلية للتلاعب بالرأي العام الإيراني أو استغلال المشاكل الداخلية. والسخرية هي وسيلة لإظهار أن هذه الدعوات لا تلقى أي صدى داخل إيران وتُعتبر محاولة يائسة وغير مقبولة للتدخل في الشؤون الداخلية.

وبغض النظر عن الانقسامات الداخلية، فإن دعوة زعيم أجنبي للانتفاضة على الحكومة تُعتبر في العادة تهديدًا للسيادة الوطنية. وسخرية بزشكيان هي رسالة بأن الشعب الإيراني، على الرغم من أي انتقادات للحكومة، لن يقبل التوجيهات من عدو خارجي. وهذا يعزز فكرة الوحدة الوطنية في وجه التهديدات الخارجية.

وحاول الرئيس الإيراني استغلال المشاعر الوطنية للإيرانيين وقدم نتنياهو كعدو مشترك، مما قد يساهم في توحيد الصفوف داخليًا.

وتندرج تصريحاته أيضا ضمن استراتيجية إيرانية أوسع في حربها الإعلامية مع إسرائيل. الهدف ليس فقط الرد، بل أيضًا تحويل الخطاب ليكون في صالح إيران، وإظهار أن إسرائيل هي المعتدي والمسؤولة عن معاناة المنطقة.

واستخدام السخرية يهدف إلى تصوير نتنياهو على أنه غير مدرك للواقع، وأن دعواته غير منطقية ولا يمكن أن تؤثر على الإيرانيين.

والهدف من أسلوب السخرية هو محاولة من بزشكيان لإبراز التناقضات في خطاب نتنياهو، فكيف يمكن لشخص يتهم بقطع المساعدات الأساسية عن سكان غزة أن يقدم نفسه كمنقذ للشعب الإيراني من أزمات المياه؟ وهذه النقطة هي جوهر سخرية بزشكيان.

وربط الرئيس الإيراني بين الأزمات الداخلية الإيرانية (التي أشار إليها نتنياهو) وبين الصراع الإقليمي، قائلا إن مصدر هذه المشاكل ليس النظام الإيراني وحده، بل أيضًا الضغوط الخارجية والعقوبات التي تفرضها إسرائيل وحلفاؤها.

مقالات ذات صلة