لاريجاني يصل بيروت ويتعهد بدعم لبنان
بدأ الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، صباح الأربعاء، زيارة إلى بيروت، حيث يجري لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، في وقت يتصاعد فيه الجدل داخلياً حول حصر السلاح بيد الدولة، بما في ذلك سلاح “الحزب”، وهو ملف يعكس تبايناً واضحاً بين موقفي بيروت وطهران.
وقال لاريجاني للصحافيين عند وصوله إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، إنه “من المقرر أن أجري عدة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، في مقدمتهم الرئيس جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام”، مضيفاً أن إيران “تسعى دوماً لتحقيق مصالح لبنان العليا”، وأنها “ستقف إلى جانب شعب لبنان العزيز في مختلف الظروف”.
وأعرب لاريجاني عن شكره لـ”أعضاء في البرلمان اللبناني” و”شخصيات من المقاومة” الذين حضروا إلى المطار لاستقباله، موضحاً أنه سيجتمع بهم مرة أخرى خلال زيارته الحالية.
واستقبل لاريجاني في المطار كل من ممثل وزارة الخارجية رودريج خوري، وسفير إيران مجتبى أماني، ووفد من حركة “أمل”، ووفد من كتلة “الوفاء للمقاومة”، بالإضافة إلى ممثلين عن حركة “حماس” في لبنان وحركة “الجهاد الإسلامي”.
والثلاثاء، قال السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني إن زيارة لاريجاني إلى بيروت “تأتي في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان”.
وأضاف أماني على منصة “إكس”، أن لاريجاني “سيزور كبار المسؤولين اللبنانيين، ويلتقي بنخبة من الشخصيات السياسية والفكرية، في لقاءات صريحة يعبّر فيها عن وجهة نظر إيران ورؤيتها”.
وأردف: “أنا على يقين بأن نتائج هذه المحادثات ستصب في مصلحة البلدين وأمنهما واستقرارهما”.
وقبل زيارة لاريجاني إلى لبنان، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن بلاده “تعارض مساعي نزع سلاح حزب الله”، وإن طهران لا تزال تدعم “المقاومة” في لبنان.
وأثارت تصريحات ولايتي انتقادات في بيروت، واعتبرها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي “تدخلاً سافراً في شؤوننا الداخلية وغير مقبولة بأي حال من الأحوال”.
وقال رجي عبر منصة “إكس”: “بعض المسؤولين الإيرانيين يتمادون في إطلاق تعليقات مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية.. لن نقبل بهذه الممارسات الإيرانية المرفوضة تحت أي ظرف”.
وشدد رجي، على أنه لا حق لأي طرف أن يتحدث باسم الشعب اللبناني أو أن يدعي حق الوصاية على قراراته السيادية، وقال إن “مستقبل لبنان وسياساته قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم بعيداً عن أي إملاءات أو ضغوط خارجية”.
وأضاف الوزير اللبناني، أن “الدولة اللبنانية ستدافع عن سيادتها وستردّ بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها”.
وكان وزير الإعلام اللبناني بول مرقص أعلن، الخميس الماضي، موافقة مجلس الوزراء على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأميركية بشأن تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، مشيراً كذلك إلى الموافقة على “إنهاء الوجود المسلح على كامل أراضي البلاد بما فيه حزب الله”.
وانسحب وزراء “الحزب” و”حركة أمل” من جلسة لمجلس الوزراء اللبناني، احتجاجاً على مناقشة مقترح نزع سلاح الجماعة.
وجدّد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الثلاثاء، خلال استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار، تمسّكه بالقرار الحكومي بحصر السلاح، مؤكداً أن “لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتداعيات سنوات من عدم الاستقرار، لكننا كحكومة وشعب عازمون على إعادة البناء، وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، وضمان أن يكون حق امتلاك السلاح حصراً بيد الدولة”.
من جانبه، شدّد الرئيس اللبناني جوزاف عون، خلال استقباله وفوداً زارته، الثلاثاء، على أن “التحديات الراهنة في المنطقة لا يمكن مواجهتها إلا بوحدتنا”، وأن “الاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل أمر غير مقبول، وأضرّ بالوطن”.