كل ما تحتاج إلى معرفته عن خصائص “GPT-5” الجديد
في خطوة من شأنها إعادة صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي التفاعلي، أعلنت شركة «أوبن إيه آي» عن إطلاق «GPT-5»، أحدث جيل من النماذج التي تقف خلف «تشات جي بي تي». ويُوصف النموذج الجديد بأنه «خبير بدرجة دكتوراه في أي مجال، عند الطلب»، وهو مصمم لتحقيق أداء استثنائي في مجالات التفكير المنطقي والبرمجة والتخصيص والسلامة. ويجمع «GPT-5» جوهر قدرات النماذج السابقة في نظام واحد متكامل يجمع بين القوة والعملية.
تفاصيل النموذج
لا يمثل «GPT-5» مجرد تحديث تدريجي، بل هو تحول هيكلي موحّد. إذ يجمع بين قدرات الاستدلال العميق ومعالجة المدخلات متعددة الأشكال، فيمكنه التعامل بسلاسة مع النصوص والأكواد البرمجية والصور، والصوت وحتى الفيديو. كما وسّع «نافذة السياق» إلى مئات الآلاف، بل وحتى مليون، من الرموز (Tokens)، ما يتيح للنظام الحفاظ على الترابط في المحادثات الطويلة والمهام المعقدة.
من أبرز الابتكارات آلية «التوجيه التلقائي»، حيث يختار «GPT-5» تلقائياً ما إذا كان سيقدم إجابة سريعة ومختصرة أو رداً معمقاً يعتمد على التفكير، دون تدخل من المستخدم. وإلى جانب انخفاض معدل «الهلوسة» وتحسن القدرة على مقاومة الإطراء غير المبرر، يعزز النموذج مستوى الثقة في مخرجاته، مقدماً إجابات دقيقة وموثوقة على مستوى الخبراء.

نسخة لكل احتياج
قدمت «أوبن إيه آي» GPT-5 بعدة إصدارات لتلبية احتياجات مختلفة:
– «GPT-5» القياسي للاستخدام العام
– «GPT-5 Mini» المصمم لتقليل التكلفة
– «GPT-5 Nano» للاستجابات فائقة السرعة منخفضة التأخير
– «GPT-5 Pro» للمهام المتقدمة كثيفة الحوسبة
يمكن للمستخدمين المجانيين الوصول إلى وظائف «GPT-5» الأساسية مع حدود للاستخدام، بينما يحصل مشتركو «بلس (Plus)» و«برو (Pro)» على حصص استخدام أكبر وأداء أعلى. أما اشتراكات الشركات والفرق فتمنحهم تكاملاً مخصصاً مع بيئات العمل، وأماناً متقدماً، وربطاً مع منصات مثل «جيمي» و«غوغل كلاندر» (Google Calendar) و«شير بوينت» (SharePoint) و«غيتهاب» (GitHub) وغيرها.

أبعد من الإجابات
تم دمج «GPT-5» في «تشات جي بي تي» و«مايكروسوفت كوبايلوت» محرك ذكاء أساسي. وبفضل أوضاع «ذكية» مدمجة، يتكيف النموذج مع عمق التفكير المطلوب بناءً على المهمة، دون الحاجة إلى اختيار المستخدم لنموذج معين. كما يبرع النموذج في البرمجة، حيث يمكنه إنتاج برمجيات ومواقع ويب عالية الجودة انطلاقاً من تعليمات مختصرة. وقد أظهر أداءً متميزاً في اختبارات معيارية مثل «SWE-Bench» و«HealthBench» ما يعكس قدرته على التعامل مع الاستفسارات التقنية والعلمية المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، يدمج «GPT-5» مع أدوات وخدمات خارجية لتنفيذ مهام مثل جدولة المواعيد أو إرسال الرسائل الإلكترونية، مع التزام بإطار عمل «الإكمالات الآمنة» لتقليل المخاطر والأضرار العاطفية.
التخصيص وسهولة الوصول
يقدم «GPT-5» مستوى جديداً من التخصيص، بما في ذلك أنماط حوارية مخصصة (مثل الناقد، أو المستمع، أو الخبير)، وخيارات ألوان متنوعة، وأصوات قابلة للتعديل لزيادة الطابع الإنساني للتجربة.
أما من حيث التسعير، فقد اعتمدت «أوبن إيه آي» استراتيجية تنافسية وشاملة، حيث انخفضت تكلفة الرموز مقارنة بـ«GPT-4» لتبدأ من 1.25 يورو (نحو 7 ريالات سعودية) لكل مليون رمز مدخل، و10 يوروات (نحو 44 ريالاً سعودياً) لكل مليون رمز مخرج في بعض الفئات. وهذا يتيح للأفراد والمطورين والمؤسسات الوصول إلى قدرات «GPT-5» المتقدمة دون عوائق مالية كبيرة.
يمثل «GPT-5» تحولاً جوهرياً في الذكاء الاصطناعي. فهو نموذج واحد قوي يتميز بالذكاء والسرعة والأمان وقابلية التكيف بدرجة غير مسبوقة. كما أنه يجمع بين قدرات الاستدلال والبرمجة ومعالجة الوسائط المتعددة، والسياق العميق، والتخصيص، والتكامل مع الأدوات في بنية موحدة.