هل ينجح ليفربول ونيوكاسل في التعاقد مع إيزاك أو سيسكو؟
شهد يوما الجمعة والسبت تطورات متسارعة في مساعي ليفربول لضم ألكسندر إيزاك، ومحاولات نيوكاسل التعاقد مع بنجامين سيسكو. فقد تقدّم كلا الناديين بعرض رسمي، رُفض أحدها فيما لم يرتقِ الآخر إلى التقييم المالي المطلوب من نادي لايبزيغ الألماني. وبينما كان إيزاك يتدرب بشكل فردي في ريال سوسيداد، عاد السبت إلى نيوكاسل، فيما ظل الغموض يلف موقف سيسكو في ظل اهتمام مانشستر يونايتد الذي يعدّه هدفه الأول هذا الصيف.
وفق «The Athletic»، فقد رفض نيوكاسل عرضاً رسمياً من ليفربول بقيمة 110 ملايين جنيه إسترليني لضم المهاجم السويدي، رغم أن ليفربول سبق أن أبدى استعداداً لتقديم عرض يصل إلى 120 مليوناً. اللاعب، الذي يرغب في الرحيل هذا الصيف، كان يتدرب في إسبانيا بينما كان المدرب إيدي هاو وفريقه في جولة آسيوية. وأقر هاو بصعوبة الموقف، مشيراً إلى تعقيده، لكنه شدد على دعم النادي الكامل لإيزاك. وأكدت «The Athletic» عودة اللاعب إلى المملكة المتحدة استعداداً لاستئناف تدريباته مع الفريق.
أما بشأن سيسكو، فقد تقدم نيوكاسل بعرض قيمته 80 مليون يورو، يتضمن 75 مليوناً مبلغاً ثابتاً و5 ملايين حوافز إضافية. غير أن هذا العرض، وفقاً لما أفاد به صحافيو «The Athletic» لم يلبِّ مطالب لايبزيغ. اللاعب السلوفيني البالغ من العمر 22 عاماً لم يحسم قراره النهائي بعد، رغم اهتمام مانشستر يونايتد المستمر به.
ورغم أن ليفربول لم يقدّم عرضاً جديداً، فإن اهتمامه بإيزاك لا يزال قائماً. ومع ذلك، يدرك النادي أن تقييم نيوكاسل للاعب يصل إلى 150 مليون جنيه، كما يشترط الأخير إيجاد بديل مناسب قبل التفكير في البيع. وربما تدفع صفقة ناجحة لنيوكاسل مع سيسكو، ليفربول إلى إعادة النظر في عرضه.
لكن لا تبدو الثقة سائدة داخل أروقة نيوكاسل هذا الصيف. النادي يعمل من دون مدير رياضي أو تنفيذي، وقد تلقى ضربات عدة في سوق الانتقالات، حيث خسر صفقات لمصلحة أندية «الستة الكبار» مثل إيكيتيكي ومبومو وجواو بيدرو… وغيرهم. ورغم عودته لدوري الأبطال، فإنه لا يزال بعيداً عن النخبة من حيث الرواتب والسمعة التاريخية.
مانشستر يونايتد، رغم غيابه عن البطولات الأوروبية، فإنه لا يزال أفضل جاذبية للاعبين. مبومو، الذي كان هدفاً رئيسياً لهاو، اختار الانضمام إلى «أولد ترافورد»، وهو ما يعبّر عن قوة النفوذ التاريخي للنادي. وفي ظل هذه المعطيات، فإن أي ثقة مفرطة بحسم صفقة سيسكو تبدو في غير محلها.
بالنسبة إلى إيزاك، تشير المعطيات إلى أنه باقٍ في صفوف نيوكاسل في الوقت الراهن، مع عدم وجود نية لدى ليفربول لرفع عرضه. ومع ذلك، لا يُستبعد أن يحاول اللاعب فرض خياره. ويعتقد نيوكاسل بوجود طريقة للحفاظ عليه، مع حرصه على إبقاء باب العودة مفتوحاً، دون أي انتقادات علنية بشأن غيابه أو تدريباته الفردية. وقال هاو إن رغبته لا تزال أن يرى اللاعب بقميص النادي، وهي رسالة كررها مسؤولون كبار داخل الإدارة، حيث أكد أحدهم: «بإمكانه العودة والتألق معنا بنسبة 100 في المائة»، وقد استأنف اللاعب تدريباته بالفعل.
مصير تدعيم الخط الأمامي في نيوكاسل يتوقف بدوره على مستقبل إيزاك. بعد رحيل كالوم ويلسون، أصبحت الحاجة إلى مهاجم جديد أولوية. وقد فشل النادي في ضم ديلاب وجواو بيدرو، ويواصل محاولاته مع يوهان ويسا. أما سيسكو وإيكيتيكي، فيُنظر إليهما على أنهما خيارين من طراز رفيع. ووفقاً لما نقلته «The Athletic» عن مصادر رفيعة، فإن «الخطة المثالية» تتمثل في ضم سيسكو ليشكّل ثنائياً مع إيزاك، مع تجديد عقد الأخير وإضافة بند جزائي. أما في حال الفشل، فإن سيسكو قد يكون بديلاً مباشراً. ويبرز هنا ويليام أوسولا، مهاجم منتخب الدنمارك تحت 21 عاماً، خياراً وحيداً متاحاً حالياً، رغم عدم خوضه أي مباراة في الدوري منذ انضمامه.

من جهته، فإن لايبزيغ مستعد لبيع سيسكو في حال وصل عرض من 80 إلى 90 مليون يورو، وفق ما اتُّفق عليه عند تجديد عقده. لكن النادي الألماني لا يتعجل بيعه، ولا توجد أي مشكلات في التزام اللاعب أو سلوكه خلال التحضيرات.
وعلى الرغم من اهتمام نيوكاسل، فإنه لم يتضح ما إذا كان سيسكو يفضل الانضمام إليه أم لا. فاللاعب ومعسكره يتخذون قراراتهم بعناية، وقد سبق أن رفض عرضاً من مانشستر يونايتد العام الماضي وفضّل تمديد عقده. وبالتالي، لا يمكن التكهن بخطوته التالية.
أما عن جاهزيته، فرغم قدرته على تقديم مستويات جيدة في الدوري الإنجليزي، فإن التوقعات العالية المرتبطة بقيمة انتقاله قد تكون أكبر من قدرته على تلبيتها في البداية. يمتلك إمكانات بدنية هائلة ويبلغ طوله 195 سنتيمتراً، لكنه لا يزال في طور التطور. وفي حين يمكنه أن يظهر بشكل لافت في بعض المباريات، فإنه يختفي أحياناً ويعاني من الانفصال عن مجريات اللعب. وبذلك، فإن انتقاله إلى «البريميرليغ» قد يُظهر نقاط ضعفه في المراحل الأولى.
بالنسبة إلى مانشستر يونايتد، فإن المفاوضات ما زالت قائمة، وقرار اللاعب قد يُحسم خلال الأيام المقبلة. وتشير تحركات النادي إلى جدّية متواصلة، خصوصاً مع مناقشات مع وكيل اللاعب بشأن الراتب والرسوم. ورغم شح الميزانية، فإن النادي تمكن من تخفيف العبء المالي بعد إعارة راشفورد إلى برشلونة، وتحصيل أكثر من 20 مليون جنيه من بنود إعادة بيع لاعبين سابقين، إلى جانب دفعات مجزأة لصفقتَيْ كونيا ومبومو؛ مما ساعد على تحسين هامش قواعد الاستدامة المالية. كما يخطط النادي لبيع لاعبين، مثل غارناتشو وأنتوني، إلى جانب عروض محتملة لهويلوند الذي قد يُباع بقيمة 30 مليون جنيه رغم رغبته في البقاء.
وكان النادي قد نظر في خيار ضم أولي واتكينز من آستون فيلا، قبل أن يقرر التركيز على سيسكو، بينما استُبعد خيار إيزاك بسبب تكلفته المرتفعة وتفضيله المعلن الانضمام إلى ليفربول.
وفي حال تمسك نيوكاسل بإيزاك، فإن خيارات ليفربول الأخرى تبدو محدودة. النادي لا يزال منفتحاً على بيع داروين نونيز؛ مما يعني أنه سيكون قد فقد 3 من مهاجميه، بعد انتقال لويس دياز إلى بايرن ميونيخ ووفاة ديوغو جوتا. كما أن فيديريكو كييزا مرشح للمغادرة، لكنه لم يكن ضمن العناصر الأساسية الموسم الماضي.
ورغم ذلك، فإن الفريق لا يعاني من نقص عددي، فهناك إيكيتيكي وفلوريان فيرتز، إلى جانب محمد صلاح وكودي خاكبو، كما أن جيريمي فريمبونغ يمكنه اللعب في الجناح الأيمن. ويبرز في المعسكر التحضيري اللاعب الشاب ريو نغوموها، البالغ من العمر 16 عاماً، الذي جذب الأنظار بأدائه. وقد شدد المدرب آرني سلوت على أنه لن يضم إلا من يستطيع تعزيز جودة التشكيلة؛ ما يعني أن غياب إيزاك أو نونيز لن يُحدث فراغاً كبيراً.