“غوغل” تواجه توقيتًا سيئًا مع إطلاق “بيكسل 10 برو فولد” القابل للطي
من المتوقع أن تكشف شركة غوغل هذا الشهر عن سلسلة هواتفها “بيكسل 10″، والتي تشير كل التسريبات إلى أنها ستكون مشابهة إلى حد كبير لسلسلة العام الماضي.
وفي حين أنه لا يوجد مشكلة في أن تتباطأ وتيرة الترقية حيث تلتقط “غوغل “أنفاسها بعد قفزتها الكبيرة في التصميم وجودة التصنيع العام الماضي، سيكون هاتف السلسلة القابل للطي هذا العام هو الضحية الرئيسية لهذا القرار.
ورغم أن سلسلة “بيكسل 10” تبدو مألوفة في التسريبات الأخيرة، فهي لا تزال تُعدّ إطلاقًا مثيرًا للاهتمام على أقل تقدير مع بعض التحديثات اللافتة، بحسب تقرير لموقع “9TO5Google” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه “العربية Business”.
وتُشكّل إضافة عدسة مقربة إلى الطراز الأساسي “بيكسل 10” تحولًا مثيرًا للاهتمام قد يدفع معظم المعجبين إلى الابتعاد عن طرازات “برو” الأغلى ثمنًا.
في عامٍ تخلفت فيه “ون بلس” الصينية فعليًا عن سوق الهواتف القابلة للطي في الولايات المتحدة -وسحبت معها جزءًا كبيرًا من المنافسة- فعلت شركة سامسونغ الكورية ما لم يتوقعه أحد، حيث أحدثت ثورة في سوق الهواتف القابلة للطي، بعدما طورت سلسلة “Galaxy Z Fold” لتقدم ما يُقدر بأنه أنحف هاتف قابل للطي يمكنك شراؤه اليوم.
ويمثل هذا عكس ما هو متوقع من “غوغل”، التي يبدو أنها -في خطوة ستخيب آمال بعض المعجبين- على وشك إعادة استخدام استراتيجيتها نفسها في “بيكسل 9 برو فولد” للسنة الثانية على التوالي.
ولا يقتصر هاتف “بيكسل 10 برو فولد” على مجرد تحسين المواصفات فحسب، بل إنه لا يتجاوز ذلك بكثير. وتشير التسريبات إلى أن الهاتف سيأتي بشاشة خارجية أكبر قليلًا، وسرعات شحن محسنة بشكل طفيف، وبطارية أكبر بكثير، وهي كلها ترقيات تبشر بتجربة أفضل للمشترين.
لكن بعد تفوقها الساحق على منافسيها في أميركا الشمالية قبل عام، يبدو أن “غوغل” تشعر بالارتياح الكافي تجاه سلسلة هواتفها القابلة للطي الناشئة، مما دفعها فعليًا إلى العزوف عن تطويرها بشكل لافت هذا العام، وهو أمر سيتكبده “بيكسل 10 برو فولد”.
وهناك بعض العوامل التي لا تزال تعيق الهواتف القابلة للطي من تحقيق نجاح عام، ويعود جزء من هذا إلى طبيعة الاستخدام؛ فالهواتف القابلة للطي مناسبة تمامًا لبعض المهام، ولكن بالنسبة للعديد من المستخدمين، فإن محاولة استبدال هاتفه الذكي أو جهازه اللوحي، وربما حتى حاسوبه المحمول، بهذا الجهاز وحده هي تجربة فاشلة.
لكن بشكل عام، يعود تباطؤ نمو سوق هذه الهواتف إلى عاملين: المتانة والحجم. ويبدو أن “غوغل” على وشك أن تكون أول من يتفوق في حل مشكلة المتانة.
وتشير الشائعات إلى أن “بيكسل 10 برو فولد” سيكون أول هاتف قابل للطي حاصل على شهادة “IP68” على الإطلاق، وهو جهاز محمي من الرمال والماء تمامًا مثل معظم هواتف أندرويد الرائدة المتوفرة هذه الأيام.
ورغم أن أجهزة مثل “Galaxy Z Fold 7” تبدو قادرة على تحمّل يوم على الشاطئ، فإن ذلك لا يعني أن المستهلكين أو الشركات المصنعة يجب أن يتوقفوا عن السعي نحو أجهزة أكثر متانة، خصوصًا مع الأسعار الباهظة لهذه الفئة من الهواتف.
أما بالنسبة للحجم والوزن، فهذه قصة مختلفة. كان هاتف “بيكسل 9 برو فولد” العام الماضي أنحف من الهواتف القابلة للطي الأخرى المباعة في الولايات المتحدة، متغلبًا على كل من “Galaxy Z Fold 6″ و”OnePlus Open” لعام 2023.
وهذا العام ينبئ بقصة مختلفة؛ إذ يبلغ سمك هاتف “Fold 7” من “سامسونغ” 8.9 ملم ويزن 215 غرامًا فقط، أي أنه أنحف من “Galaxy S25 Ultra” بأقل من مليمتر واحد وأخف وزنًا بثلاثة غرامات، مما يجعله هاتفًا ذكيًا مريحًا في الاستخدام ويسهل حمله.
ولن يرقى هاتف “بيكسل 10 برو فولد” إلى هذا المعيار الجديد، إذ يبلغ سُمكه 10.8 ملم ووزنه 258 غرامًا، مما يجعله -في حالة صحة هذه القياسات- أضخم وأثقل من سابقه.
وبينما سيكون من الجيد رؤية بطارية أكبر، وربما وجود مغناطيس “Qi2” مدمج، قد يكون من المحبط بالنسبة للمستخدمين رؤية “غوغل” عاجزة أو غير راغبة في دفع حدود الابتكار والإمكانيات في أجهزتها.
وبدون ترقيات واضحة، لا يتضح حتى من تستهدف “غوغل” بهاتف “بيكسل 10 برو فولد”.
وعند التفكير في متطلبات جمهور الهواتف القابلة للطي، تكون الإجابة تعدد المهام والتخصيص، وهي بالضبط ميزات الاستخدام المتقدمة التي تتفوق فيها “سامسونغ” بكثير عن “غوغل”.
ومن المؤكد أن هاتف “غوغل” القابل للطي سيكون أرخص من هاتف “سامسونغ”، ولكن عندما تنفق بالفعل 1800 دولار، فما الضرر من دفع بضع مئات من الدولارات إضافية مقابل جهاز أكثر تطورًا.
وإذا لم تكن “غوغل” مستعدة للكشف عن جيل جيد من “بيكسل فولد” يُحدث نقلة حقيقية، فربما سيكون الخيار الأفضل هو تقديم “بيكسل 9 برو فولد” بسعر أقل، بهدف جذب المشترين الجديد الذين يرغبون في تجربة الهواتف القابلة للطي لأول مرة.
وبدلًا من إضاعة الجهود في تحسينات بسيطة في المواصفات، قد يُساعد خفض السعر في جذب المزيد من المستهلكين إلى هذا الشكل. وستكون بذلك “غوغل” تتبع خطى “ون بلس”، التي خفضت سعر هاتف “Open” في عام 2024 بدلًا من إطلاق جهاز جديد.
وفي عالم مثالي، كانت “غوغل” لتجهز منافسًا حقيقيًا لهاتف “Galaxy Z Fold 7″، تمامًا كما فعلت العام الماضي. لكن بين هاتف سامسونغ ومجموعة الهواتف القابلة للطي المتنامية باستمرار المصنوعة في الصين والتي لا تزال تُدهش المراجعين والمشترين على حد سواء، كان ينبغي على “غوغل” أن تفكر في القيام بما لن يفعله سوى عدد قليل جدًا من مصنعي المعدات الأصلية: التخلي عن أحد إصداراتها السنوية.
وحتى بعد 11 شهرًا من إطلاقه، لا يزال “بيكسل 8 برو فولد” هاتفًا جيدًا للغاية، يمكنه جذب المزيد من المعجبين لو تم تخفيض سعره.