اخبار العرب والعالم

طالبت بتعويضها عن خسائر الحرب.. إيران تضع شرطا لاستئناف المفاوضات النووية


قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقچي، اليوم الخميس (31 تموز 2025)، إن الولايات المتحدة يجب أن تدفع تعويضات مالية لإيران عن الخسائر التي لحقت بها خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، قبل أي حديث عن استئناف المفاوضات النووية، واضعاً بذلك شروطاً جديدة أكثر تشدداً أمام أي تقدم دبلوماسي.

وأكد عراقجي خلال مقابلة صحفية تابعتها “بغداد اليوم”، أن “إيران لن تعود إلى الوضع الطبيعي السابق” بعد الحرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، التي شاركت فيها واشنطن بحسب قوله، رغم انخراطها في مفاوضات غير مباشرة مع طهران آنذاك.

وأضاف، أن “على الولايات المتحدة أن تشرح لماذا هاجمتنا في منتصف المفاوضات، وأن تقدم ضمانات بألا يتكرر هذا السلوك مستقبلاً، كما يجب أن تدفع تعويضاً عن الأضرار التي سببتها”.

وأشار إلى أن “رسائل تبادلت بينه وبين ستيف وِيتكاف، المبعوث الأمريكي، خلال الحرب وبعدها، وأن إيران أبلغت واشنطن أن الحل يتطلب نهجاً قائماً على (الربح المتبادل)”.

وكشف عراقچي عن أن “الحرب الأخيرة أدت إلى تصاعد الأصوات داخل النظام الإيراني الرافضة للتفاوض، بل أن البعض بات يدعو إلى (تسليح البرنامج النووي) كرد على الضربات الأمريكية والإسرائيلية”.

وشدد على أن “إيران لا تزال ملتزمة بالنهج السلمي للبرنامج النووي، وتحتكم إلى فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي التي تحرّم صناعة السلاح النووي”.

وبين عراقچي لأول مرة أن “الولايات المتحدة قصفت منشأة تخصيب جديدة قرب أصفهان، أعلنت عنها طهران قبيل الحرب، كما دمرت منشأتي فردو ونطنز، وقتلت الهجمات ما لا يقل عن 13 عالماً نووياً وأكثر من ألف شخص بحسب المسؤولين الإيرانيين.

وقالت مصادر غربية تابعتها “بغداد اليوم” إن “المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب لم يُدمر بالكامل، وإن إيران تحتفظ بما يصل إلى 408 كغم بنسبة تخصيب 60%، وهي نسبة قريبة من الحد العسكري”.

ورفض عراقچي شرط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف كامل لأنشطة التخصيب، قائلا: “إذا كان المطلوب صفر تخصيب، فلا مجال للمفاوضات. يمكننا النقاش حول المخاوف، لكن الإلغاء التام مرفوض”.

وكان ترامب قد توعد الإثنين بشن هجمات جديدة “سريعة ومدمرة” إن استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم.

وانتقد عراقچي مواقف الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، ملوّحاً بوقف الحوار معها إذا قامت بتفعيل “آلية الزناد” لإعادة العقوبات الدولية في حال لم تستأنف إيران المفاوضات.

ولفت الى أنه “إذا فعّلوا آلية الزناد، فإنهم بذلك ينهون أي فرصة للحوار. لا جدوى من التفاوض معهم إن كانوا عاجزين عن رفع العقوبات”.

في ختام حديثه، قال عراقچي إن “الطريق إلى التفاوض (ضيق لكنه ليس مغلقاً بالكامل)”، مشدداً على “ضرورة إجراءات حقيقية لبناء الثقة، وعلى رأسها دفع تعويضات وضمانات بعدم تكرار العدوان”.

مقالات ذات صلة