اخبار العراق

وزير التخطيط يعلن إطلاق التقرير الوطني لدليل الفقر متعدد الأبعاد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي


أعلن السيد نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير التخطيط، الدكتور محمد علي تميم، اليوم الأربعاء، إطلاق التقرير الوطني لدليل الفقر متعدد الأبعاد في العراق، خلال مؤتمر رسمي نظمته الوزارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بحضور عدد من المسؤولين الدوليين والمحليين.

وأكد السيد الوزير في كلمته بالمناسبة، أن الحكومة العراقية تولي اهتمامًا بالغًا بظاهرة الفقر، من خلال اعتماد سياسات لا تقتصر على تحسين الدخل فحسب، بل تنطلق من مقاربة تنموية شاملة تعالج الفجوات المتعددة التي تواجه شرائح واسعة من المجتمع.

وأشار إلى أن مؤشر فقر الدخل في العراق شهد انخفاضًا إلى 17.5% مقارنةً بأكثر من 20% في السنوات الماضية، مؤكدًا أن هذا التحسن لا يغني عن النظر في الأبعاد غير النقدية للفقر، كالتعليم، والصحة، والمعيشة، والعمل، والصدمات الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح السيد الوزير أن التقرير سيسهم في تشخيص الحاجات الأساسية للمواطنين في مختلف المحافظات، من خلال قراءة مكانية وقطاعية دقيقة، ما من شأنه توجيه السياسات الحكومية نحو تحسين الواقع الخدمي والمعيشي، لافتًا إلى أن دليل الفقر متعدد الأبعاد سجّل تراجعًا من 11.4% في عام 2018 إلى 10.8% في عام 2024، مع استمرار الجهود الحكومية لخفض هذه النسبة من خلال برامج وسياسات تنموية مستدامة.

من جانبه، أوضح نائب الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، السيد ساشا كغاومان، أن التقرير يُعد محطة مهمة في مسار معالجة الفقر في العراق، كونه يعتمد مقاربة شاملة لا تقتصر على الدخل، بل تشمل أوجه الحرمان في مجالات التعليم، والصحة، والسكن، والعمل، مؤكدًا أن التقرير يوفر بيانات دقيقة على مستوى المحافظات والمناطق الريفية والحضرية، ويأتي دعمًا لخطة التنمية الوطنية (2008–2024)، وانسجامًا مع أهداف التنمية المستدامة.

بدوره، أشاد المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للدول العربية، الدكتور عبدالله الدردري، ومديرة مبادرة أوكسفورد للفقر والتنمية البشرية، الدكتورة سابينا ألكاير، بالمهنية العالية والمنهجية العلمية التي اعتمدها التقرير، مؤكدين أنه يمثل خريطة طريق مهمة لوضع السياسات طويلة الأمد في مجال مكافحة الفقر متعدد الأبعاد في العراق.

وتخلل المؤتمر عرضٌ فني قدّمه رئيس الفريق الفني في هيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، الدكتور مهدي العلاق، استعرض خلاله منهجية إعداد التقرير وأبرز نتائجه، مبينًا أن الفقر متعدد الأبعاد تراجع بنسبة 50% مقارنةً بعام 2011، ما يعكس تحسنًا ملموسًا في بعض جوانب حياة الأسر العراقية. وشدّد العلاق على أهمية استخدام هذا الدليل كأداة رئيسة في رسم السياسات الاجتماعية والتنموية، مؤكداً أن البيانات الدقيقة تمثل الأساس في عمليات التخطيط وتحقيق التنمية المستدامة على المستويين الوطني والمحلي.

ويُذكر أن إعداد تقرير دليل الفقر متعدد الأبعاد تم بجهود مشتركة بين هيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، وهيأة الإحصاء في إقليم كردستان، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومبادرة أوكسفورد للفقر والتنمية البشرية.

وشهد المؤتمر حضور السادة وكلاء الوزارة، وعدد من السفراء، والمديرين العامين، وممثلين عن المؤسسات الحكومية والجامعات والمجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات الدولية المعنية بالتنمية.

مقالات ذات صلة