اخبار العرب والعالم

تقرير سري.. الضربة على إيران لم تغيّر الكثير في مسارها النووي


كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء (25 حزيران 2025)، عن تقديرات أولية سرية للاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل تسببت فقط في تأخيره لبضعة أشهر.

ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين مطّلعين أن القصف الأمريكي أغلق مداخل منشأتين نوويتين لكنه لم يدمّر البنى التحتية الموجودة تحت الأرض، في فوردو ونطنز وأصفهان، وهي مواقع محمية بتحصينات جبلية.

وبحسب وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، فإن البرنامج الإيراني تأخّر أقل من 6 أشهر، مقارنة بتقديرات ما قبل الضربة التي كانت تشير إلى أن إيران بحاجة لـ3 أشهر فقط لصنع قنبلة في حال تسريعها للجهود.

وأشار التقرير إلى أن كميات من اليورانيوم المخصب قد تم نقلها من المنشآت المستهدفة قبل القصف، وربما أُعيد توزيعها في مواقع سرية، ما قلل من حجم الضرر الفعلي للضربة على المواد النووية.

وفيما اعتبرت إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الغارات “دمّرت” البنية النووية الإيرانية بالكامل، ووصفتها بـ”الضربة المثالية”، أبدت جهات داخل الجيش الأمريكي والمجتمع الاستخباري تحفظًا على هذه التوصيفات، مؤكدين أن التقييم الأولي ما زال “مختلطًا” وأن الأضرار أقل مما كانت تأمل به الإدارة.

وقالت نيويورك تايمز إن الكونغرس الأمريكي كان من المقرر أن يتلقى إحاطة رسمية يوم الثلاثاء حول نتائج الهجوم، لكن الجلسة أُجلت، وتم تحديد موعد جديد يوم الخميس، وسط تساؤلات عن مدى فاعلية الضربة، وما إذا كانت ستدفع إيران نحو خيار القنبلة النووية.

وتوقّع مسؤولون أمريكيون أن تستغرق إيران أسابيع أو أشهر لإصلاح الأضرار، خاصة في الأنظمة الكهربائية المعطلة داخل منشأة فوردو الجبلية، مع التحذير من أن إيران ما زالت تحتفظ بقدرات تكنولوجية ومادية تتيح لها تسريع البرنامج مجددًا إذا قررت ذلك.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن التقييم السري الذي سُرّب للإعلام “خاطئ تمامًا”، ويهدف للإساءة إلى الرئيس ترامب وتشويه صورة العملية الناجحة”، مؤكدة أن القصف شمل إسقاط 14 قنبلة تزن كل منها 30 ألف رطل بدقة عالية، ما يعني “تدميرًا كاملًا” حسب تعبيرها.

وفي تل أبيب، أظهرت التقييمات الأولية لجيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا أن منشأة فوردو لم تتعرض لتدمير كامل، ما عزز المخاوف من قدرة إيران على استعادة قدراتها سريعًا.

واختُتم تقرير نيويورك تايمز بالإشارة إلى أن الضربة قد تكون منحت إيران دافعًا لتسريع خطواتها نحو إنتاج سلاح نووي، وهو احتمال لم تُحدّد أجهزة الاستخبارات الأمريكية حتى الآن ما إذا كانت طهران ستسير فيه بالفعل.

مقالات ذات صلة