اخبار العرب والعالم

الحوثيون يستأنفون هجماتهم بمسيّرة اعترضتها إسرائيل

 

اعترض الجيش الإسرائيلي طائرة مسيّرة يعتقد أن الحوثيين أطلقوها من اليمن، الأربعاء، وذلك غداة وقف النار مع إيران بعد 12 يوماً من المواجهة الملتهبة التي اختتمتها الولايات المتحدة بمهاجمة مفاعلات طهران قبل إعلان التوصل إلى اتفاق وقف الحرب.

وإذ يشير الهجوم إلى أن الحوثيين سيواصلون هجماتهم بشكل مستقل عن طهران، يتخوف اليمنيون في مناطق سيطرة الجماعة من عودة إسرائيل إلى ضرباتها الانتقامية التي سبق وأن دمرت أغلب البنى الحيوية في الحديدة عبر 10 موجات انتقامية.

وعلى الرغم من أن الحوثيين أعلنوا مساندة إيران في مواجهة إسرائيل وهددوا بالعودة إلى مهاجمة السفن الأميركية إلا أنهم لم يتبنوا سوى هجوم واحد تجاه تل أبيب منذ 13 يونيو (حزيران).

وبحسب المتحدث الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، اعترض سلاح الجو مسيرة قال إنها «كما يبدو» أطلقت من اليمن، مع تأكيده أنها لم تخترق الأجواء الإسرائيلية ولم يتم تفعيل صفارات الإنذار.

وكان الحوثيون قد استأنفوا هجماتهم تجاه إسرائيل بعد انهيار هدنة غزة في مارس (آذار) الماضي وأطلقوا حتى بدء المواجهة بين طهران وتل أبيب نحو 40 صاروخاً باليستياً وعدداً من المسيرات، قبل أن تخفت الهجمات في ظل عشرات الهجمات الإيرانية الكثيفة.

وتلقفت الجماعة الحوثية خطاب النظام الإيراني المتحدث عن انتصاره على أميركا وإسرائيل، وهنأ رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بهذه المناسبة.

ووصف المشاط ما حدث بأنه «انتصار كبير» لإيران «في إطار مواقفها الثابتة والداعمة للقضايا العادلة للأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية». وقال إن طهران خرجت منتصرة بعد وساطة إقليمية بطلب من أميركا (…) عندما شعرت بأن الوجود الإسرائيلي أصبح مهدداً في حال استمرار المعركة».

 

عناصر حوثيون في صنعاء يحرقون علمي الولايات المتحدة وإسرائيل تضامناً مع إيران (إ.ب.أ)

 

يشار إلى أن انتهاء الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل ودخول أميركا على خط ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، أعفى الجماعة الحوثية من تهديدها باستئناف الهجمات ضد السفن الأميركية انتصاراً لإيران.

وقبيل الضربة الأميركية على المفاعلات النووية الإيرانية، كانت الجماعة قد أعلنت أنها «لن تسكت عن أي هجوم أميركي مساند لإسرائيل ضد إيران»، وأنها «ستتصدى وتواجه أي مشاركة في العدوان على إيران بكل الطرق المشروعة».

تواصل التصعيد

في حين يُنتظر أن تتبنى الجماعة الحوثية هذا الهجوم الجديد باتجاه إسرائيل يترقب أتباعها في صنعاء الخطبة الأسبوعية لزعيمهم عبد الملك الحوثي، حيث من المرتقب أن يؤكد استمرار الهجمات تجاه إسرائيل بغض النظر عن العواقب التي ستنجم عن هذا التصعيد.

ووفق تقارير يمنية ودولية، يوجد العشرات من الخبراء الإيرانيين ومن «حزب الله» اللبناني في مناطق سيطرة الجماعة، حيث يشرفون على تركيب الصواريخ وإطلاقها، إضافة إلى تدريب المقاتلين.

وتقول الجماعة إنها لن توقف هجماتها إلا بإنهاء الحصار المفروض على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، في حين تقول الحكومة اليمنية إن تلك الهجمات لم تخدم القضية الفلسطينية، بل استُخدمت مبرراً لاستدعاء الضربات الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة، عبر أكثر من 10 موجات جوية انتقامية.

 

ضربات إسرائيل ضد الحوثيين دمّرت مطار صنعاء ومواني الحديدة الثلاثة (رويترز)

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أطلق حملة ضد الحوثيين بدأت في 15 مارس (آذار) أطلق عليها «الفارس الخشن» واستمرت حتى 6 مايو (أيار)، حيث استهدفت مواقع الجماعة المحصنة ومستودعاتها في الجبال والكهوف فضلا عن مواني الحديدة التي تسيطر عليها.

وأدت الضربات – وفق تقديرات الخبراء – إلى تقليص قدرة الجماعة وتدمير قدر كبير من مخزون أسلحتها، لكنها لم تؤدِّ إلى إنهاء التهديد بشكل جذري إذ لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ وشن الهجمات البحرية.

وأعلن ترامب توقف الحملة معلناً استسلام الجماعة الحوثية، في حين قالت سلطنة عمان إنها توسطت في اتفاق تتعهد الجماعة بموجبه بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في مقابل وقف الحملة الأميركية ضدها، لأن الاتفاق لم يشمل التوقف عن مهاجمة إسرائيل.

ومنذ انخراط الحوثيين في الصراع الإقليمي والهجمات البحرية ابتداءً من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، توقفت مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والجماعة المدعومة من إيران، وسط استمرار حالة التهدئة الهشة المستمرة بين الطرفين منذ أبريل (نيسان) 2022.

مقالات ذات صلة